أثار ظهور الهند باسمها الأصلي «بهارات» في دعوات العشاء وخلال قمة مجموعة العشرين، جدلاً واسعاً في الشارع الهندي والساحة السياسية بشأن الاسم الذي ينبغي أن يُطلق على البلاد.
وذكرت دعوات العشاء التي أُرسلت إلى زعماء مجموعة العشرين لحفل تستضيفه رئيسة البلاد، دروبادي مورمو، خلال القمة، لفظ «رئيس بهارات» بدلاً من «رئيس الهند» كما كان معتاداً في السابق.
كما ظهر رئيس وزراء البلاد ناريندرا مودي، وأمامه لفظ «بهارات» بدلاً من الهند أثناء فعاليات اليوم الأول من قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
لماذا بهارات بدلاً من الهند؟
«بهارات» هي كلمة في اللغة السنسكريتية تعني الهند، وعادةً يُستخدم لفظا الهند وبهارات بشكل متبادل للإشارة إلى الدولة في دستور البلاد.
كما أن اسم بهارات والهند موجودان معاً في جوازات السفر الهندية، إلا أن استخدام اسم «بهارات» في الدعوات لقمة العشرين يمثل تغييراً ملحوظاً في تسمية البلاد على الساحة الدولية.
وطالما دعا رئيس الوزراء، ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي «بهاراتيا جاناتا» إلى تحرير البلاد من مظاهر الاستعمار القديم؛ أو ما وصفه بـ«عقلية العبودية»، وتشمل هذه الجهود أيضاً إعادة تسمية الطرق والمباني المرتبطة بماضي الهند الاستعماري.
وفي يونيو حزيران 2020، رفضت المحكمة العليا الهندية طلباً يدعو إلى إزالة اسم «الهند» من الدستور والاحتفاظ فقط باسم «بهارات».
ولقيت هذه الخطوة الأخيرة المرتبطة بقمة العشرين دعماً من مجموعة واسعة من الفنانين والرياضيين وداعمي الحكومة الهندية، على سبيل المثال، قال نجم الكريكيت السابق، فيريندر سيهواج، على وسائل التواصل الاجتماعي، «نحن بهارتياس، الهند اسم أطلقه البريطانيون، وقد طال انتظارنا لاستعادة اسمنا الأصلي «بهارات» رسمياً».
وقال هارناث سينغ ياداف، السياسي البارز في حزب بهاراتيا جاناتا الذي يترأسه مودي، في تصريحات لوكالة الأنباء الهندية «إيه إن آي»، «إن كلمة «الهند» هي إساءة موجهة لنا من قبل البريطانيين، في حين أن كلمة «بهارات» هي رمز لثقافتنا».
تغيير اسم الهند يثير توترات قبيل الانتخابات الهندية
على الجانب الآخر، أثارت خطوة تسمية الهند باسم «بهارات» في دعوات قمة العشرين انتقادات من قبل زعماء المعارضة في البلاد، الذين يرون أن استغناء البلاد عن اسم الهند يهدد مكانتها على الساحة العالمية.
خاصة أنها جاءت بعدما شكل الزعماء السياسيون من 26 حزباً معارضاً تحالفاً باسم «الهند» في يوليو تموز الماضي، بهدف القضاء على محاولات تغيير اسم الدولة والإطاحة بحكومة مودي.
وبينما لا تزال المناقشات جارية في هذا الشأن داخل البرلمان الهندي، تتصاعد التوترات بوضوح مع اقتراب قمة مجموعة العشرين، وانتظار الانتخابات العامة الهندية في مايو أيار 2024.