انضم الاتحاد الإفريقي رسمياً لمجموعة العشرين يوم السبت خلال قمة المجموعة التي استضافتها الهند في التاسع والعاشر من سبتمبر أيلول، وهي خطوة من شأنها التأثير في اقتصادات القارة السوداء بشكل مباشر، بما في ذلك اقتصادات الدول العربية الناشئة في المنطقة.

وتعليقاً على تلك الخطوة، قال ماناس تشولا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة «لندن بوليتيكا» للاستشارات، لشبكة «CNN الاقتصادية» إن التعديل الأخير سيرفع مستوى تمثيل مجموعة العشرين إلى 90 في المئة من سكان العالم، من 75 في المئة في السابق.

وعلى حد وصف تشولا، فإن «هذه الخطوة لها تأثير بالغ الأهمية على تمويل المناخ، والتحول المناخي، والتجارة العالمية».

وكان الاتحاد الإفريقي مدعواً منذ فترة طويلة للانضمام إلى مجموعة العشرين إلى جانب المنظمات العالمية الكبرى الأخرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وبعد هذه الخطوة، أصبح الاتحاد الإفريقي عضواً دائماً بالمجموعة، مثل الاتحاد الأوروبي، ما يحوّل مجموعة العشرين إلى مجموعة الحادي والعشرين، ويمنح الكتلة الإفريقية مقعداً في واحدة من أقوى المنظمات العالمية في العالم.

.

كيف تستفيد الاقتصادات الإفريقية من هذه الخطوة؟

يضم الاتحاد الإفريقي 55 دولة في ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة، والآن باعتباره عضواً في مجموعة العشرين، سيكون من الصعب تجاهل مطالب إفريقيا.

وتسعى إفريقيا بشكل متزايد إلى جذب الاستثمار والاهتمام السياسي من جيل جديد من القوى العالمية خارج الولايات المتحدة وأوروبا.

وما يعزز استفادة القارة هو أن الصين هي أكبر شريك تجاري لإفريقيا وواحدة من أكبر مقرضيها، كما أن روسيا هي المزود الرئيسي للأسلحة في القارة، وأصبحت دول الخليج من أكبر المستثمرين في القارة، بما في ذلك الإمارات والسعودية.

وقال تشولا، «يرتبط مصير الاتحاد بشكل حاسم بالدور الذي تلعبه الدول العربية في إفريقيا، لا سيّما بالنظر إلى الدور الملموس الذي تقوم به السعودية والإمارات كدول أعضاء في مجموعة العشرين».

مستقبل مجموعة العشرين بعد انضمام الاتحاد الإفريقي

قبل القمة، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في مقابلة مع وكالة أنباء «برس تراست» الهندية، إحدى أكبر وكالات الأنباء بالهند، «عندما نقول إننا نرى العالم كأسرة، فإننا نعني ذلك حقاً»، في إشارة إلى انضمام الاتحاد الإفريقي للمجموعة.

العضوية الكاملة للاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين ستمنح دول المجموعة القدرة على الوصول لأكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم، وإلى أسواق غنية بالموارد التي يحتاج إليها العالم لمكافحة تغيّر المناخ.

وتستحوذ القارة الإفريقية على نحو 60 في المئة من أصول الطاقة المتجددة على مستوى العالم وأكثر من 30 في المئة من المعادن الأساسية المطلوبة للتقنيات الصديقة للبيئة ومنخفضة الكربون، بحسب تقرير للأمم المتحدة الشهر الماضي حول التنمية الاقتصادية في إفريقيا.

فالكونغو وحدها تمتلك ما يقرب من نصف مخزون الكوبالت في العالم، وهو معدن ضروري لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون، وانضمامها إلى المجموعة سيعزز قدرة مجموعة العشرين على تحقيق أهدافها المتعلقة بالاستدامة وتغير المناخ.

ومن المقرر انعقاد قمة مجموعة العشرين العام المقبل في البرازيل، ويترقب العالم ما قد تسفر عنه أول قمة تضم الاتحاد الإفريقي في المجموعة.