جلب الإعصار دانيال القادم من اليونان وتركيا وبلغاريا أمطاراً غزيرة إلى ليبيا، ما أسفر عن آلاف القتلى والمفقودين في كارثة لم تشهدها البلاد من قبل في تاريخها الحديث، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ يستمر الإعصار في مساره متجهاً إلى مصر.

وتسبب الإعصار في انهيار سدين في ليبيا في شمال وشرق البلاد، وهو ما أدّى إلى فيضانات مدمرة جرفت أحياء بأكملها إلى البحر.

وكشفت آخر تصريحات وزير الصحة الليبي في الحكومة المُكلفة من البرلمان، عثمان عبدالجليل، لتلفزيون «المسار» الليبي، وفاة أكثر من ألفي شخص، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك آلاف المفقودين بسبب صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة.

.

وسرعان ما أعلنت الحكومة الليبية حظر التجول وحالة الطوارئ، كما أغلقت المدارس والمؤسسات العامة، وسط حالة من الذعر تسيطر على المواطنين.

تداعيات الكارثة تزداد والمساعدات قادمة

توقع عبدالجليل، وصول أعداد الوفيات جراء الكارثة إلى 10 آلاف شخص، ما عزز المخاوف من تصاعد الأزمة، ودفع السلطات لمناشدة دول العالم لتقديم المساعدات للمناطق المتضررة.

وبالفعل استجابت الأمم المتحدة وتركيا وقطر من بين دول أخرى بأنها ستقدّم مساعدات عاجلة للبلاد، وأكدت الأمم المتحدة مراقبتها للإعصار عن كثب.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات يوم الثلاثاء أن رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجّه بإرسال فرق إغاثة وبحث وإنقاذ، مقدماً تعازيه للمتضررين من الكارثة.

.

كما أطلقت السفارة الأميركية في ليبيا على موقع «إكس» الذي كان يعرف باسم «تويتر»، حالة طوارئ إنسانية تجاوباً مع الفيضانات الكارثية في ليبيا، ما يسمح بتمويل مبدئي تقدمه الولايات المتحدة لمعاضدة جهود الإغاثة في البلاد.

.

وأعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الحداد لمدة ثلاثة أيام تضامناً مع ليبيا و المغرب، وخصصت وزارة الأوقاف المصرية مساعدات مالية تُقدّر بنحو عشرة ملايين جنيه للمغرب، وأخرى لليبيا.

الإعصار يصل إلى مصر

وجد الإعصار طريقه إلى مصر، ووصل يوم الاثنين إلى السواحل الشمالية الغربية في سيوة ومطروح والعلمين والإسكندرية، كما توقعت هيئة الأرصاد الجوية المصرية نشاط رمال مثارة على مناطق شمال الصعيد والوجه البحري والقاهرة الكبرى يوم الثلاثاء.

وحذّرت هيئة الأرصاد من تعرض هذه المناطق لسقوط أمطار متفاوتة الشدة، ومع ذلك أكدت أن إعصار دانيال فقد معظم قوته بعد مغادرة ليبيا.

ومن المتوقع أن يكون تأثير العاصفة مختلفاً على الأراضي المصرية، إذ استبعدت الأرصاد الجوية تعرض البلاد لسيول أو فيضانات مشابهة لليونان وليبيا.