عندما يتعلق الأمر بالعمل التطوعي أو العمل دون مقابل مادي، فإن الأمر يفوق مجرد الأعمال الإنسانية التقليدية، ليصبح جزءاً من اقتصادات الدول. وهو ما يتوافق مع مصطلح «الاقتصاد البنفسجي» الذي يراعي الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.

ويُظهر التقييم النقدي للعمل التطوعي أنه قد يلعب دوراً أساسياً في النمو الاقتصادي للدول. وفي ما يتعلق بالاقتصاد البنفسجي، تقول مفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية وجزر الكاريبي في تقرير لها، إن محاولات إعطاء قيمة لأعمال الرعاية الاجتماعية أسهمت في دعم الناتج المحلي الإجمالي للدول التي تبنته بنسبة تتراوح بين 10 إلى 39 في المئة.

ويرى البعض أن الاقتصاد البنفسجي الذي يهتم بالجانب الاجتماعي هو جزء مكمل للاقتصاد الأخضر الذي يهتم بالجانب البيئي والنمو المستدام.

لكن بداية ما هو الاقتصاد البنفسجي؟

مفهوم الاقتصاد البنفسجي

وفقاً للأمم المتحدة، فإن الاقتصاد البنفسجي أو ما يُعرف باسم «اقتصاد الرعاية»، يمثل رؤية جديدة استمدت لونها من الحركات النسائية المعنية بقضايا تمكين المرأة، والتي تتبنى اللون ذاته. كما يعترف بأهمية أعمال الرعاية وتمكين المرأة واستقلالها ودور ذلك في أداء الاقتصادات، ورفاهية المجتمعات، والتنمية المستدامة.

على الرغم من وجود العديد من المبادرات التي دعت إلى تفعيل الأبعاد الثقافية والاجتماعية لدعم الاقتصاد، فإن الاقتصاد البنفسجي اكتسب شهرته الواسعة منذ عام 2011، إثر فعاليات المنتدى الدولي الأول للاقتصاد البنفسجي الذي جاء برعاية منظمة اليونسكو والبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية.

سلّط المنتدى الضوء على دور الثقافة الحيوي لدعم الاقتصاد، في ظل وجود الكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي تسعى لتعزيز مسؤوليتها الاجتماعية تجاه موظفيها. ويظهر البعد الاقتصادي أيضاً في الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق، إذ تسعى الشركات لتبني الأسلوب الأمثل للتواصل مع المستهلكين في شتى أنحاء العالم، مع الحرص على الترويج للمنتجات والخدمات التي تتلاءم مع ثقافة بلادهم.

شمولية لدعم التنمية المستدامة

يخلق الاقتصاد البنفسجي حالة ذهنية تسعى لمراعاة الجانب الإنساني عند تطوير خدمة، أو إنتاج سلعة غير تقليدية، كما يشكل عنصراً حيوياً لمكونات الاقتصاد المستدام ليكمل جانبيه الاجتماعي والبيئي.

الأمر هنا يتجاوز فكرة الأرباح وتوفير الوظائف وكيفية التعامل مع العملاء، إذ يهتم أيضاً بالبُعد الثقافي الذي يعكس التنوع البشري، خاصة في ظل انتشار العولمة.

أما على الصعيد العربي، فقد احتضن المغرب فعاليات أول منتدى إفريقي للاقتصاد البنفسجي بمدينة مراكش في الرابع والخامس من نوفمبر تشرين الثاني عام 2016، والذي ركّز على تعزيز دور الثقافة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.