في عام 2016، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية 2030، التي حددت من ضمن أهدافها دعم انخراط المرأة في جميع أوجه الحياة العامة وزيادة عدد النساء في القوى العاملة من 22 في المئة إلى 30 في المئة بحلول عام 2030.

ومنذ ذلك الحين، ارتفع عدد النساء السعوديات في القوى العاملة بشكل مطرد، وبنسبة بلغت 34.5 في المئة في عام 2022، وفقاً للبيانات الوطنية السعودية في قاعدة بيانات منظمة العمل الدولية.

دور المرأة السعودية في تنمية الاقتصاد

تستمد مشاركة المرأة في القوى العاملة السعودية الدعم من عدد من العوامل، كتعديل القوانين والإصلاحات الحكومية ونمو القطاع الخاص وتغير المفاهيم الاجتماعية وإعطاء فرص أكبر للشباب.

وأوردت دراسة أجرتها إس آند بي غلوبال للتصنيفات الائتمانية عام 2023 أنه إذا استمر نمو معدل مشاركة القوى العاملة النسائية بالوتيرة الحالية خلال السنوات العشر المقبلة، فقد يصل حجم الاقتصاد السعودي إلى 39 مليارا دولار من حوالي 35 مليار دولار حالياً.

ولتعزيز دور المرأة السعودية في الاقتصاد المحلي، اتخذت الحكومة عدداً من التدابير لدعم المرأة العاملة، مثل توسيع مرافق رعاية الأطفال وتقديم حوافز مالية للشركات التي توظف المزيد من النساء.

كما لعب القطاع الخاص دوراً رئيسياً في تمكين المرأة، حيث تقدم العديد من الشركات الآن ترتيبات عمل وبرامج تدريب أكثر مرونة للموظفات.

وبالإضافة إلى حضورها المتزايد في القوى العاملة، تلعب المرأة السعودية أيضاً دوراً أكثر نشاطاً في الحياة العامة.

ففي عام 2015، مُنحت المرأة حق التصويت والترشح في الانتخابات البلدية، وفي عام 2017 سُمح للنساء بقيادة السيارة لأول مرة، وقد أدت هذه التغييرات إلى زيادة كبيرة في عدد النساء في المناصب القيادية، سواء في الحكومة أو في القطاع الخاص.

أكاديمية «نفيسة شمس»

مواكبة لهذه التغيرات، تأسست أكاديمية «نفيسة شمس» وهي منظمة غير ربحية تابعة لمؤسسة «مجتمع جميل» السعودية الخيرية، الذراع الخيرية الاجتماعية لمجموعة «عبداللطيف الجميل».

تلعب المؤسسة دوراً حيوياً في تمكين المرأة السعودية من خلال توفير التدريب والتعليم للنساء في مجالات الفنون والحرف اليدوية «لأنه مجال واعد جداً للسيدات»، كما وصفته مي طيبة المديرة التنفيذية لشركة نفيسة شمس وعضو مجلس أمناء مؤسسة مجتمع جميل السعودية.

وبالإضافة إلى مساعدتهن على تطوير المهارات والقدرات التي يمكنهن استخدامها لبدء أعمالهن التجارية الخاصة أو العثور على عمل في القطاع الإبداعي المتنامي.

وتم تصميم البرامج لتكون في متناول النساء من جميع الخلفيات، بما في ذلك ذوات التعليم المحدود أو الخبرة العملية بالإضافة إلى تقديم جدول مرن دعماً لرعاية الأطفال لتسهيل مشاركة النساء في برامجها.

وساعدت أكاديمية نفيسة شمس آلاف النساء السعوديات على تحقيق أهدافهن وبدأ العديد منهن من خريجات الأكاديمية أعمالهن التجارية الناجحة، بينما وجدت أخريات فرص عمل في شركات إبداعية رائدة.

ووصل عدد المتدربات إلى أكثر من 17 ألفاً منذ إقامة المؤسسة في عام 2006 كما يصل عدد المستفيدات من برنامج «عمل المرأة من المنزل» إلى 270 كل عام وينتجن ما بين سبعة آلاف وثمانية آلاف قطعة يدوية سنوية، ليصل الإجمالي إلى مليون قطعة منذ إنشائها.