عقب مسيرة انطلقت من خمسينيات القرن الماضي بصحيفة محلية في أستراليا، قرر روبرت مردوخ التنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة «فوكس» و فوكس نيوز بعد سبعة عقود أسفرت عن إمبراطورية وسائط متعددة ضخمة تمتد عبر العالم، قيمتها مليارات الدولارات، وتشمل التلفزيون والإنترنت والأفلام والمطبوعات والرياضة.

أعلنت قناة «فوكس نيوز» عن تنحي مردوخ الذي كتب في مذكرة للموظفين «طوال حياتي المهنية، كنت منخرطاً بشكل يومي في الأخبار والأفكار، وهذا لن يتغير؛ لكن الآن هو الوقت المناسب بالنسبة لي لتولي أدوار مختلفة».

ومن المقرر أن يصبح نجله لاكلان مردوخ، الرئيس الوحيد للشركتين، خلفاً لوالده البالغ من العمر 92 عاماً.

من هو روبرت مردوخ؟

إذا من هو قطب الإعلام روبرت مردوخ الذي أسس إمبراطورية إعلامية، ويمتلك المئات من منافذ النشر حول العالم؟

امتاز مردوخ بتعطشه للحصول على أحدث التجارب الصحفية، ما ضمن له تحقيق أرقام مبيعات هائلة، وقُدرت ثروته بنحو 17.4 مليار دولار في 2023 وفقاً لإحصائيات «فوربس».

ووُلد مردوخ في الثلاثينيات من القرن الماضي في ميلبورن بأستراليا، ودخل مجال صناعة الصحافة في الخمسينيات؛ فعندما بلغ 22 عاماً، ورث شركة نشر الصحف عن والده.

وفي عام 1964، أطلق صحيفة «ذا أستراليان»، لتكون ثالث صحيفة وطنية في أستراليا، وحقق نجاحاً كبيراً في المجال الصحفي، والتقى الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي.

مردوخ مع جون كنيدي
مع جون كنيدي

وعن نشأته واهتمامه بالمجال الصحفي والإعلامي، قال مردوخ في عام 2008 «نشأت في عائلة صحفية على يد أب كان يعتقد أن الصحيفة هي من بين أهم أدوات حرية الإنسان».

شهد مردوخ اجتماع المساهمين في صحيفة «أخبار العالم»، أو «نيوز أوف ذا وورلد» اللندنية في عام 1969، وتمكّن من السيطرة على الصحيفة، إلى جانب صحيفة «ذا صن» التي حوّلها إلى صحيفة شعبية.

التوسع في الولايات المتحدة

في السبعينيات، توسّع مردوخ إلى الولايات المتحدة، وتمكّن من شراء «سان أنطونيو إكسبريس» و«سان أنطونيو نيوز» في عام 1973، وبعد عام بدأ في تأسيس «ناشيونال ستار»، ثم اشترى صحيفة «نيويورك بوست» في عام 1976.

واصل مردوخ توسيع إمبراطوريته الصحفية في أوائل الثمانينيات، إذ استحوذ على صحيفة «تايمز أوف لندن»، و«بوسطن هيرالد»، و«شيكاغو صن تايمز».

روبرت مردوخ

كان مديراً تنفيذياً في هوليوود في 1985، وفي العام ذاته حصل على الجنسية الأميركية، ليسعى وراء شراء شركة «توينتينث سينشري فوكس»، من رجل النفط مارفن ديفيس، وبالفعل حقق مبتغاه مقابل 600 مليون دولار.

في عام 1986، دخل مردوخ في مجال التلفزيون بعدما اشترى العديد من محطات التلفزيون الأميركية، ليؤسس شركة «فوكس برودكاستينغ»، بينما أطلق قناة «فوكس نيوز» في عام 1996.

كما تضم إمبراطورية مردوخ «وول ستريت جورنال»، ودار النشر «هاربر كولينز»، وفريق البيسبول الأميركي «لوس أنجلوس دودجرز».