سلطت وثائق باندورا الضوء على الخبايا المالية لبعض أشهر وأقوى الشخصيات في العالم، واشتملت الوثائق على نحو 12 مليون مستند وملف يخص شركات تقدم خدمات مالية في أهم الملاذات الضريبية في العالم.

وتضمنت الوثائق أسماء نحو 35 زعيماً حالياً أو سابقاً بالإضافة لأكثر من 330 سياسياً أو مسؤولاً عاماً إلى جانب العديد من المشاهير والفنانين والرياضيين.

وقادت الشبكة الدولية للصحفيين الاستقصائيين جهوداً لتتبع الثروات الخفية لهؤلاء الأشخاص، وتطلب الأمر مجهوداً مشتركاً لأكثر من 600 صحفي من 117 دولة لفحص 6.4 مليون مستند ونحو ثلاثة ملايين صورة وأكثر من مليون رسالة بريد إلكتروني وما يقرب من نصف مليون جدول بيانات.

زعماء تورطوا في وثائق باندورا

وأظهرت الوثائق أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير -الذي اعتاد انتقاد الملاذات الضريبية- اشترى مبنى في لندن بنحو 8.8 مليون دولار في عام 2017 من خلال شراء الشركة التي تملكه، ومقرها في جزر فيرجين البريطانية، ما سمح له بتجنب دفع مئات الآلاف ضرائب مستحقة.

ولم يرد اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة في الوثائق إلا أنه يرتبط عبر شركاء بأصول في إمارة موناكو، كما أخفى رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش استخدامه شركة خارجية لشراء فيلتين في فرنسا مقابل نحو 13 مليون دولار.

كما ورد اسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الوثائق، إذ حوّل قبيل انتخابه رئيساً للبلاد في 2019 أموالاً إلى خارج البلاد وأنشأ عدداً من الشركات السرية العابرة للحدود، وقالت الرئاسة الأوكرانية إن الشركات التي أنشأها الرئيس زيلينسكي تهدف لحمايته من الأنشطة العدوانية للنظام السابق.

وكشفت التحقيقات الصحفية أن هؤلاء المشاهير كانوا قادرين على تحويل الأموال وسحبها وإخفائها عبر شركات مالية عابرة للحدود.

ما هي الشركات المالية العابرة للحدود؟

هي شبكات معقدة من الشركات المالية تنشأ في دول وأقاليم ذات معدل ضريبة منخفض، وتتيح هذه الشركات ملكية خفية للأموال والأصول.

وتمتلك هذه الدول أو الأقاليم عدداً من المميزات، مثل سهولة إنشاء الشركات فيها، ووجود قوانين تصعّب التعرف على هوية أصحاب الشركات، ومعدل ضريبة منخفض وأحياناً إعفاء ضريبي لعدد من السنوات على الشركات.

وغالباً ما تُسمى هذه الوجهات بالملاذات الضريبية، ولا توجد قائمة محددة للملاذات الضريبية، لكن الوجهات الأكثر شهرة هي جزر كايمان البريطانية وجزر العذراء البريطانية بالإضافة إلى دول مثل سويسرا وسنغافورة.

ما مدى قانونية استخدام الملاذات الضريبية؟

تسمح الثغرات القانونية للأشخاص بتجنب دفع بعض الضرائب عن طريق نقل أموالهم أو إنشاء شركات في ملاذات ضريبية، لكن غالباً ما يُنظر إلى ذلك على أنه غير أخلاقي.

وهناك عدد من الأسباب المشروعة قد تجعل الأشخاص يرغبون في امتلاك أموال وأصول في بلدان مختلفة، كالحماية من الهجمات الإجرامية أو تأمين أنفسهم من الحكومات غير المستقرة.

ما قيمة الأموال المخبأة في الملاذات الضريبية؟

من الصعب الجزم بحجم الثروات الموجودة في الملاذات الضريبية حول العالم، لكن تقديرات الشبكة الدولية للصحفيين الاستقصائيين تشير إلى مبالغ تتراوح بين 5.6 تريليون و32 تريليون دولار.

من جانبه قدّر صندوق النقد الدولي حجم الأموال التي تخسرها الحكومات حول العالم من أموال الضرائب بسبب الملاذات الضريبية بنحو 600 مليار دولار.