أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم يوم الاثنين فوز كلوديا غولدين بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2023.

وهذه الجائزة المرموقة، التي تُمنح في العلوم الاقتصادية تخليداً لذكرى ألفريد نوبل، هي الأخيرة من مجموعة جوائز نوبل لهذا العام وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية، أو ما يقرب من مليون دولار.

وقالت الهيئة المانحة للجائزة في بيان إن «الحائزة على جائزة العلوم الاقتصادية هذا العام، كلوديا غولدين، قدمت أول وصف شامل لدخل المرأة ومشاركتها في سوق العمل عبر القرون.. يكشف بحثها عن أسباب التغيير، فضلاً عن المصادر الرئيسية للفجوة المتبقية بين الجنسين».

فمن هي غولدين، التي باتت ثالث امرأة تفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد؟

أول امرأة تدخل قسم الاقتصاد بجامعة هارفارد

ولدت غولدين في 14 مايو أيار عام 1946، وفي عام 1990 أصبحت أول امرأة تعمل في قسم الاقتصاد بجامعة هارفارد.

وكان كتابها الصادر عام 1990 بعنوان (فهم الفجوة بين الجنسين، التاريخ الاقتصادي للنساء الأميركيات) بمثابة دراسة مؤثرة إلى حد كبير لجذور التفاوت في الأجور.

وأجرت غولدين دراسات حول تأثير حبوب منع الحمل على الحياة المهنية للمرأة وقرارات الزواج، وألقاب النساء بعد الزواج كمؤشر اجتماعي، والأسباب التي تجعل النساء الآن يشكلن غالبية الطلاب الجامعيين.

فهم أبعاد الفجوة في الأجور بين الجنسين

ورغم أنه من غير القانوني الآن في معظم أنحاء العالم أن يمارس أصحاب العمل التمييز على أساس الجنس، فإن النساء ما زلن يواجهن نقصاً كبيراً في الأجور مقارنة بالرجال.

وفي الولايات المتحدة، كسبت النساء العام الماضي في المتوسط 82% مما كسبه الرجال، وفقاً لتحليل أجراه مركز بيو للأبحاث، وفي الوقت نفسه، في أوروبا، كسبت النساء في الساعة 13% أقل من الرجال في عام 2021، وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية.

وكشف عمل غولدين أنه على الرغم من التقدم الذي أُحرز على صعيد تضييق الفجوة على مدى العقود الماضية، لكن لا توجد مؤشرات تذكر على أن هذه الفجوة ستُسد بالكامل في المدى القريب.

وعزت غولدين هذه الفجوة إلى عوامل تتراوح بين التمييز الصريح وظواهر مثل (العمل الجشع)، وهو مصطلح صاغته للوظائف التي تدفع أكثر بشكل غير متناسب في الساعة عندما يعمل شخص ما لفترة أطول أو تكون سيطرته أقل على تلك الساعات، وهو ما يعني على أرض الواقع عقاب النساء اللاتي يحتجن للعمل ساعات مرنة.

وقالت لمدونة (سوشيال ساينس بايتس) العام الماضي «النقطة المهمة هي أن كليهما يخسر.. يتخلى الرجال عن الوقت مع أسرهم وغالباً ما تتخلى النساء عن حياتهن المهنية».

ويشير التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الفجوة الإجمالية بين الجنسين تقلَّصت بواقع 0.3 في المئة، مقارنةً بالعام الماضي، لكن مع انخفاض في المقابل لعدد النساء في المناصب القيادية حول العالم.

فجوة في جوائز نوبل أيضا؟

وجائزة الاقتصاد ليست إحدى الجوائز الأصلية مثل العلوم والأدب والسلام التي استُحدثت بناءً على وصية مخترع الديناميت ورجل الأعمال ألفريد نوبل، ولكنها إضافة لاحقة استحدثها وموّلها البنك المركزي السويدي في عام 1968.

مُنحت جائزة الاقتصاد الأولى في العام التالي، وكان من بين الفائزين السابقين مجموعة من المفكرين والأكاديميين المؤثرين مثل فريدريش أوغست فون هايك، وميلتون فريدمان، وفي الآونة الأخيرة، الاقتصادي الأمريكي بول كروغمان.

وقبل غولدين، لم تحصل سوى امرأتين فحسب على جائزة نوبل للاقتصاد وهما إلينور أوستروم في عام 2009 وإستير دوفلو بعدها بعقد من الزمان.

وفي المجمل، فازت 57 امرأة بجائزة نوبل، معظمهن في فئتي السلام والأدب، بينما كان أقل عدد من النساء في فئتي الاقتصاد والفيزياء، بحسب بيانات موقع (ستاتيستا).

وفي العقود الأخيرة، فازت النساء بجوائز نوبل بوتيرة أكبر. فبين عامي 2001 و2020، حصلت 28 امرأة على هذا التكريم، مقارنة مع 11 امرأة فقط بين عامي 1981 و2000 وسبع نساء فقط بين عامي 1961 و1980.