ينتظر العالم زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء، وما قد تسفر عنه بشأن مستجدات الصراع في غزة، بعد اثني عشر يوماً منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.

ويسعى بايدن من خلال هذه الزيارة إلى إظهار الدعم القوي للبلاد، لكنه قد يضغط أيضاً من أجل إيجاد سبل لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.

ومع ذلك، أشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وأستاذ القانون الدولي، أيمن سلامة في تصريحاته لشبكة «CNN الاقتصادية»، إلى أنه لا يعتقد أن هذه الزيارة ستؤدي إلى حل للصراع، لكنها ستركز على دعم إسرائيل من جانب الإدارة الأميركية.

وإسرائيل هي أكبر متلقٍ تراكمي للمساعدات الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب خدمة أبحاث الكونغرس (CRS).

إسرائيل  أكبر متلق تراكمي للمساعدات الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية

وظهرت المخاطر الأمنية لهذه الزيارة، يوم الاثنين، عندما اضطر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الاحتماء في مكانه بعد أن حذرت صفارات الإنذار من وصول صواريخ.

ولكن قال مسؤولو البيت الأبيض إنهم قاموا بتقييم مخاطر الزيارة الرئاسية بعناية، واعتبروا أنها آمنة بما يكفي للتنفيذ والإعلان عنها مسبقاً.

زيارة بايدن ودخول المساعدات معبر رفح

قالت واشنطن إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين.

ولكن حتى الآن وقبل زيارة بايدن، لم يُحرز أي تقدم بشأن فتح معبر رفح في مصر، وهو الطريق الوحيد الذي يمكن أن تصل من خلاله المساعدات إلى أهالي غزة.

وقال بايدن في وقت سابق إنه يتطلع إلى مناقشة الأمر بشكل أكبر خلال لقائه مع نتنياهو، على أمل أن تدفع هذه المناقشات إلى إقناع إسرائيل بالموافقة على فتح معبر رفح وفك الحصار.

على جانب آخر، تُشير كل الشواهد الأخيرة والتصريحات من الجانب الإسرائيلي إلى صعوبة فتح معبر رفح في هذه اللحظة، لأن إسرائيل لديها هدف استراتيجي متمثل في القضاء على حماس «قضاءً نهائياً باتاً»، كما قال أيمن سلامة.

هل يمكن لأميركا دفع إسرائيل لحل الصراع؟

ستُبنى زيارة بايدن على جولة بلينكن التي زار خلالها سبع دول في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تحقيق توازن دقيق بين تقديم دعم ثابت للعمليات العسكرية الإسرائيلية مع تخفيف الكارثة الإنسانية في غزة ووقف الحرب مجدداً.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لـ(شبكة CNN)، «سيوضح بايدن أننا نريد مواصلة العمل مع جميع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، للحصول على المساعدات الإنسانية ومرة ​​أخرى لتوفير نوع من الممر الآمن لخروج المدنيين».

وأضاف أيمن سلامة، أنه لطالما أكد بايدن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن الإدارة الأميركية تتحفظ، ولا تتوافق معها في إعادة احتلال قطاع غزة.

وكان من المقرر أن يعقب هذه الزيارة، سفر الرئيس الأميركي أيضاً إلى الأردن، حيث كان سيلتقي الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ألغى القمة في وقت لاحق احتجاجاً على قصف إسرائيل لمستشفى الأهلي المعمداني والذي أسفر عن مقتل وجرح المئات.