تناقش فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها السابعة تحت عنوان (البوصلة الجديدة)، المقامة في الرياض، الآثار الاقتصادية للصراعات العالمية خاصةً بعد تجدد الصراع في قطاع غزة.
يشارك في المنتدى على مدار ثلاثة أيام نحو ستة آلاف مشارك من أكثر من 90 دولة، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل السعودية وخارجها.
إقبال على حضور المنتدى رغم الصراعات
على الرغم من الصراع المتصاعد، حرص العشرات من كبار المسؤولين التنفيذيين على التوجه إلى الرياض للمشاركة في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار.
ومن بين الأسماء البارزة التي حضرت جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، وجين فريزر من سيتي غروب، ولاري فينك من شركة بلاك روك، وديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس، ونويل كوين الرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي، لمناقشة المخاطر التي قد تتفاقم بسبب الصراع بين إسرائيل وغزة، وقد تؤثر على الاقتصاد العالمي.
يوضح الإقبال على هذا الحدث اهتمام المستثمرين بمنطقة الشرق الأوسط، التي شهدت بعض أقوى معدلات النمو الاقتصادي على مستوى العالم في 2022، إضافة إلى تزايد أهمية صندوق الاستثمارات العامة السعودي كمستثمر عالمي، خاصةً مع ارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية.
من جهته، رحّب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس في بداية المؤتمر بالحضور وقال إن التحديات التي يواجهها الكوكب في ما يخص التغير المناخي والأزمات الصحية العالمية والصراعات تتطلب «روحاً جماعية» من التعاطف لإيجاد حلول تعود بالنفع على الجميع.
وشدد على أهمية السعي وراء المعرفة والتعليم التي تشكل المستقبل في عصر التقدم التكنولوجي السريع، وتعزيز ثقافة تشجع الفضول والتفكير النقدي والسلام.
كما أضاف أن العالم يجب عليه العمل بوتيرة متسارعة لا سيما في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، مع ضرورة إنشاء أطر أخلاقية قوية تحمي حقوق الإنسان.
يأتي المنتدى هذا العام في ظل سعي السعودية نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030، خاصة مع اقتراب نصف المدة الزمنية المتاحة لتنفيذها نحو تنويع روافد اقتصادها.
كانت النسخة الأولى من المنتدى شهدت إطلاق برنامج صندوق الاستثمارات العامة عام 2017، وذلك للعمل على إطلاق مشاريع رائدة في قطاعات واعدة، بهدف تحقيق مستهدفات الرؤية الرامية إلى تنوع الاقتصاد السعودي غير النفطي.
وفي كلمته بالنسخة الحالية، لفت محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر الرميان في كلمته الافتتاحية بالمنتدى، إلى عهد النمو الاقتصادي الجديد الذي يشهده صندوق الاستثمارات العامة وفق رؤية السعودية 2030، إذ ركز على 13 قطاعاً لتنويع روافد الاقتصاد وتوفير فرص جديدة، كما أوجد 90 شركة جديدة في محفظته الاستثمارية، وأكثر من 560 ألف وظيفة.
الأزمة المناخية
يناقش المتحدثون التأثير الإيجابي لتجارة الكربون على تغير المناخ، ودور التمويل في تسريع تنمية السوق الخضراء، وتدابير الاستدامة.
وقال الرميان في كلمته الافتتاحية إنه يتطلع إلى العديد من المبادرات الرائدة في السعودية، ومنها تطوير الوقود الإلكتروني الاصطناعي مع تخطيط شركتي أرامكو ونيوم لبناء مصنع تجريبي للوقود الإلكتروني الاصطناعي منخفض الكربون لإنتاج البنزين، لتقليل من الانبعاثات بنسبة تزيد على 70 في المئة مقارنة بالوقود التقليدي، مشيراً إلى فخره بتطوير السعودية لحلول داعمة لتحول الطاقة.
وفي أولى جلسات المنتدى الحوارية التي حملت عنوان (صناعة التغيير والمعايير الجديدة)، قال الرميان إن الطاقة المتجددة ستشكل 50 في المئة من مصادر الطاقة في المملكة بحلول عام 2030.
يأتي ذلك قبل شهر من انعقاد مؤتمر (كوب 28) في الإمارات، إذ تتواءم الرؤى من أجل البحث عن حلول للأزمة المناخية، وتتكاتف الجهود تمهيداً لهذا الحدث البارز.