شهدت فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار مناقشة لتداعيات حرب غزة على اقتصادات المنطقة، التي قد تدفع ثمناً باهظاً في العديد من القطاعات.
وعلى الرغم من اهتمام المشاركين بتسليط الضوء على أهم التبعات الاقتصادية لرفع أسعار الفائدة ودور البنوك المركزية لمحاربة التضخم، والأزمة المناخية المتفاقمة، فإنهم أيضاً أبدوا قلقهم من تداعيات الصراع وتأثيرها في اقتصاد المنطقة، والاقتصاد العالمي.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، إن الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، والذي راح ضحيته العديد من المدنيين الأبرياء، ترك الأطفال محرومين من فرص التعليم، ما يؤثر على الإنتاجية مستقبلاً.
وأوضحت أن الصراع سيترك تأثيراً سلبياً على اقتصادات الدول المجاورة، وسيمتد لينال من اقتصادات مصر والأردن ولبنان.
وازدادت التكهنات في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار حول الأوضاع الاقتصادية العالمية جراء الصراع، في وقت يشهد العالم بالفعل الكثير من التداعيات الاقتصادية الصعبة، في ظل رفع أسعار الفائدة، وصعود التضخم، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط، فالصراع يعد أزمة يزيد من الجراح الاقتصادية العالمية.
وعلى هامش المنتدى، قال الرئيس التنفيذي المشارك في إنفستكورب، حازم بن جاسم، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن التوترات مهما اختلفت فهي موجودة في كل الأوقات، موضحاً أن منطقة الشرق الأوسط شهدت التوترات السياسية والجيوسياسية على مدار 35 عاماً.
وأضاف «للأسف هذه الصراعات ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ لكن اعتدنا في العالم العربي والشرق الأوسط على التعامل مع الصراعات في المنطقة، ولكن يظل مجال النمو في الشرق الأوسط واحداً من أكثر مجالات النمو عالمياً، إضافة إلى الركيزة والاستقرار من الناحية الاقتصادية والسياسية، وهي واحدة من أهم ركائز الاستثمار».
وقال إن إنفستكورب تركز على الاستثمار في السوق الخليجية، ولا سيما السعودية، موضحاً أنهم أعلنوا خلال العام الماضي عن استثمارين كبيرين في المملكة كل منهما بقيمة 100 مليون دولار.
وقال المدير التنفيذي ورئيس قطاع الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى آركابيتا، يوسف العبد الله، في لقاء مع «CNN الاقتصادية» على هامش المنتدى، «تركيزنا بشكل أساسي على دول الخليج وبالأخص السعودية والإمارات، لأن الناتج المحلي الإجمالي في هذه الدول يكون عادة أعلى بكثير عن باقي الدول في هذه المنطقة بشكل عام».
وكان الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لورنس فينك، قال في المنتدى إن الاقتصادات العالمية قد تتعرض للانكماش بسبب حرب غزة في حالة استمراره لفترة طويلة.
كما قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ياسر الرميان، في كلمته الافتتاحية «مع استمرار حالة الضبابية في العالم، نستمر في دعم استشراف مستقبل الأعمال وفرص نمو اقتصاداتنا؛ لذلك يجب على الحكومات التكاتف من أجل دعم القطاعات المختلفة مثل الرعاية الصحية والسياحة والطاقة المتجددة والحماية المدنية والدفاع».
تستضيف الرياض النسخة السابعة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، في الفترة بين 24 و26 أكتوبر تشرين الأول، تحت شعار (البوصلة الجديدة)، وهو ما يأتي بعد أيام من مطالبة السعودية بتحرك عاجل لوقف إطلاق النار في غزة خلال مشاركة وزير الخارجية السعودي في قمة القاهرة للسلام.
وبلغ عدد المشاركين في المنتدى نحو ستة آلاف مشارك من 90 دولة، رغم تباين الآراء حول حضور المنتدى هذا العام بسبب الصراع في غزة، ذلك في الوقت الذي تُذّكر فيه هذه الأزمات العالمية الرياض بالتحديات التي قد تواجه السعودية في سبيل تحقيق مستهدفات رؤية 2030.