شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة احتواء تصعيد الحرب في غزة وتوفير بيئة مناسبة للعيش وتوصيل قدر كافٍ من المساعدات لسكان القطاع، مؤكداً إبقاء معبر رفح مفتوحاً لدخول المساعدات، وموضحاً أن مصر قدمت حتى الآن ما يُقدر بـ70 إلى 75 في المئة من إجمالي المساعدات المقدمة لغزة على الرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس المصري خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا بمناسبة زيارتهما لمصر، بالتزامن مع تفعيل الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.

معبر رفح غير كافٍ

فيما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، أكد السيسي أن المعبر لم يُغلق ولن يُغلق حتى يُسمح بدخول المساعدات، وخروج الرهائن والأسرى والجنسيات الأجنبية لنحو 30 دولة.

وأضاف «من جانبنا، لم نعطل أبداً خروج الرعايا؛ لأن المعبر كان مرتبطاً بموافقة الجانب الإسرائيلي وتصديقه على قوائم الرعايا المسموح لهم بالمغادرة»، ودعا السيسي المجتمع الدولي لتوفير مساعدات مناسبة «تكفي لإعاشة المدنيين»، على حد وصفه.

بدوره، قال رئيس وزراء بلجيكا، ألكسندر دي كرو إن معبر رفح وحده غير كافٍ لإيصال المساعدات لأهالي غزة، داعياً إسرائيل لفتح معابر أخرى في أراضيها لإدخال جميع أنواع المعدات المنقذة للحياة إلى غزة، وعدم الاعتماد على الأراضي المصرية فقط لإدخال المساعدات، كما شدد على ضرورة احترام إسرائيل القانون الإنساني الدولي.

من جهته، قال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيث، إن هدف حضوره إلى مصر هو التأكيد على أهمية إنهاء هذه الأزمة الإنسانية وإدخال المساعدات إلى غزة بشكل منتظم، موضحاً أن بلاده تعتزم توفير 4 أطنان من المساعدات التي ستسلم إلى المستشفيات في مصر لمعالجة المدنيين الذين تستقبلهم من غزة، ومؤكداً على دعم إسبانيا والاتحاد الأوروبي الموقف المصري.

لماذا لم تستقبل مصر الفلسطينيين على غرار اللاجئين الآخرين؟

ومرة أخرى، أكد السيسي خلال كلمته رفضه لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين، مشيراً إلى توافقه التام مع نظيره الأميركي جو بايدن ورئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا في هذا الشأن.

وأوضح أن وضع الفلسطينيين يختلف عن وضع الـ9 ملايين لاجئ الذين تستقبلهم مصر من سوريا، وليبيا واليمن والعراق والسودان؛ لأن هؤلاء اللاجئين ما زال مكانهم محفوظاً في بلادهم، أما تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة فيمثل تصفية للقضية الفلسطينية وإجهاضاً للحلم الفلسطيني بإنشاء دولة مستقلة.

غزة بعد الحرب

لفت السيسي خلال حديثه إلى الدمار الواسع الذي خلفته الحرب على قطاع غزة مشيراً إلى تدمير 40-50 ألف منزل بشكل كامل وإلحاق الضرر بـ70-100 ألف منزل آخر، بالإضافة لمقتل نحو 15 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.

في ما يتعلق بغزة بعد الحرب، قال السيسي إن إحياء مسار حل الدولتين هو فكرة استنفدت على مدار ثلاثين سنة، ولم تحقق الكثير، داعياً إلى إيجاد حل واقعي وموضوعي لا يقتصر على الحديث فقط بل يمتد لجهد دولي حقيقي لتحقيق السلام بالمنطقة.

فعلى مدار ما يقرب من 20 سنة، شهدت الأراضي الفلسطينية 5 جولات صراع، سقط خلالها 27 ألف مدني أكثرهم من النساء والأطفال؛ بسبب انسداد الأفق السياسي وعدم تحقيق المأمول بتأسيس دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية.

وأضاف أن المنطقة تحتاج إلى أفعال من جانب المجتمع الدولي والمهتمين بتحقيق السلام، وليس مجرد أحاديث وقتية تؤدي لتآكل الفكرة مع مرور الزمن.