تجف قناة بحرية أو تشتد العواصف والأعاصير بفعل التغيرات المناخية فتتأثر حركة التجارة، ما يهدد سلاسل التوريد العالمية التي تعاني أزمات متلاحقة.

فعلى سبيل المثال يمر بمرفق بحري حيوي مثل قناة بنما كل شهر نحو ألف سفينة تحمل على متنها ما يزيد على 40 مليون طن من البضائع، أي نحو خمسة في المئة من حجم التجارة البحرية العالمية، لكن القناة التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ تعرضت بفعل التغيرات المناخية لأسوأ موجة جفاف في تاريخها.

وتسبب جفاف قناة بنما في تداعيات كبرى على حركة المرور بالقناة ليجعل السفن المارة تواجه ستة أيام إضافية للعبور.

يشير صندوق النقد الدولي في مدونة نشرها على موقعه إلى أن جفاف القناة سيعوق التجارة لعدة أشهر مقبلة، إذ من المتوقع أن ينخفض عدد السفن التي تمر بالقناة إلى النصف، أو نحو 18 سفينة يومياً، بحلول فبراير شباط المقبل مقارنة بـ36 سفينة في الأوقات العادية.

ويقول الصندوق إنه ينبغي على الاقتصادات التي تعتمد على القناة للتجارة أن تستعد لمزيد من التعطيل والتأخير.

التغيرات المناخية وحركة التجارة العالمية

في محاولة لتجنب التهديدات الخطيرة للبنية التحتية البحرية التي من الممكن أن تسببها حالات الجفاف والفيضانات والعواصف الاستوائية وغيرها من الكوارث الأكثر شيوعاً، أطلق باحثون من صندوق النقد الدولي وجامعة أكسفورد منصة مفتوحة تسمى بورت ووتش (PortWatch).

ويقول الصندوق إنها تمكن صناع السياسات من الاستعداد للاضطرابات التجارية الناجمة عن صدمات مثل الظواهر المناخية شديدة القسوة واتخاذ القرار بشأن كيفية الاستجابة لها.

وتعتمد المنصة على بيانات الأقمار الصناعية في الوقت الفعلي لتتبع ما يقرب من 120 ألف سفينة شحن وناقلة في جميع أنحاء العالم، تمثل أكثر من 99 في المئة من التجارة البحرية العالمية.

وتقدم المنصة تقديرات يومية لحجم التجارة في 1400 ميناء وأكثر من 12 نقطة ضيقة، مثل قناة بنما، بحسب الصندوق.

وتحاكي المنصة الآثار غير المباشرة الدولية الناجمة عن إغلاق الميناء وترسم الاضطرابات في سلاسل التوريد اللاحقة على خريطة تفاعلية.

ويتيح هذا تحليل سيناريوهات المناخ، وتقديم تقديرات نموذجية للمخاطر لمجموعة من الظواهر المناخية شديدة القسوة وما يمكن أن تسببه في التجارة الدولية وسلاسل التوريد العالمية.