منذ عام 2019 شهد اقتصاد المملكة المتحدة تحديات كبيرة، لا سيما أهم أزمتين اقتصاديتين بهذه الفترة، جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ورغم هذه التحديات، فإن اقتصاد المملكة المتحدة أظهر مرونة ملحوظة خلال العام الماضي بحسب ما صرحت به البارونة شارلوت فير نائبة وزير برلماني في وزارة الخزانة البريطانية لـ«CNN الاقتصادية».

كان بنك إنجلترا أعلن الخميس الماضي إبقاء معدلات الفائدة دون تغيير، رغم تصاعد المخاوف بشأن حالة الاقتصاد البريطاني. ويبدو أنه لا يعتزم خفضها في أي وقت قريب، على عكس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فأبقى البنك المركزي البريطاني سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى له في 15 عاماً عند 5.25 في المئة، إذ استقر السعر منذ أغسطس آب بعد نهاية عامين تقريباً من الزيادات، وصوت ستة من أصل تسعة أعضاء في لجنة السياسة النقدية على إبقاء الأسعار ثابتة، بينما أراد ثلاثة آخرون زيادة قدرها ربع نقطة، وهي إشارة واضحة للأسواق إلى أن تخفيضات الفائدة ليست قريبة.

ورغم أن بنك إنجلترا تمكن من خفض التضخم من أعلى مستوى له في أربعة عقود عند أكثر من 11 في المئة، لكن لا يزال هناك طريق للعودة إلى هدف البنك البالغ 2 في المئة، فقد بلغ مؤشر أسعار المستهلكين أي معدل التضخم، 4.6 في المئة في العام حتى أكتوبر تشرين الأول، وقال محافظ البنك المركزي أندرو بيلي «لقد قطعنا شوطاً طويلاً هذا العام، لكن لا يزال هناك طريق طويل علينا قطعه».

كان ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني قد سارع بإعلان النصر في نوفمبر تشرين الثاني عندما حقق هدفه في تقليص التضخم إلى النصف، ولكن اليوم المخاوف بشأن نمو اقتصاد المملكة تحت المجهر، وبدورها البارونة شارلوت فير أعربت عن تفاؤلها بشأن اقتصاد البلاد خلال مقابلتها مع «CNN الاقتصادية» إذ قالت «رغم التحديات، فإن اقتصادنا يبدو متماسكاً وقادراً على مواجهة التحديات ونحن الآن نتوقع نمواً اقتصادياً خلال السنوات الخمس القادمة، ما يتيح فرصاً هائلة، ولهذا السبب أعلن وزير الخزانة في بيانه الخريفي الأخير عن إعفاءات ضريبية كبيرة للأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى تخفيضات ضريبية للعمال».

وأضافت فير أنه «في الواقع، في هذا الوقت من العام الماضي كان الجميع يتوقعون أن ندخل في حالة ركود، لكن الأخبار الجيدة أننا لم نفعل، فالحقيقة أن اقتصادنا أكثر مرونة مما كنا نعتقد».

ومن ناحية أخرى، كشفت فير أن المملكة المتحدة تلتزم بالتمويل المستدام ومكافحة تغير المناخ، مؤكدة أن بلادها خصصت نحو 11.6مليار دولار حتى عام 2026 لتحقيق أهدافهم في هذا المجال.

وتابعت «المملكة المتحدة التزمت مؤخراً بتقديم ملياري دولار لصندوق المناخ الأخضر؛ لذلك -مع الولايات المتحدة- نحن أكبر مانحي هذا الصندوق».

وفيما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المتحدة والمنطقة العربية، أشارت فير إلى التمويل الإسلامي والتعاون الوثيق في هذا المجال، لا سيما أن المملكة تعد إحدى أقوى الدول في التمويل الإسلامي، على حد قولها.