قال وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام إنه من الضروري أن يكون لبنان عضواً في منظمة التجارة العالمية كي يضمن مركزه في «الشرق الأوسط التجاري الجديد»، موضحاً أن غياب لبنان عن عالم اتفاقيات التجارة والمسارات التجارية الجديدة يجعله «يتيماً في هذا المجال ومعرضاً للحرمان».
جاء ذلك على هامش اللقاء الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي يعقد في أبوظبي بدولة الإمارات الأسبوع الجاري، خلال مقابلة حصرية قامت بها «CNN الاقتصادية» مع وزير الاقتصاد اللبناني.
وأضاف سلام أن لبنان كان يمكنه أن يتلافى الكثير من أزماته لو كان عضواً في المنظمة خلال الاضطرابات العديدة التي شهدها في السنوات العشر الماضية، وبحسب سلام، فإن وجود دول عربية وعالمية فاعلة في المنظمة وتحظى بحركات تجارية كبيرة تساند لبنان في هذا المجال قد يكون سبباً في خلاصه.
وحول إمكانية تشكيل انضمام لبنان إلى منظمة التجارة العالمية موجة جديدة من التوترات الجيوسياسية، أكد سلام أنه سيخلق المزيد من التنافسية بسبب الميزات التي يحظى بها، وتابع قائلاً إن التنافسية في عالم التجارة مهمة جداً ومن حق كل بلد العمل على مسار الوصول إلى القمة، مشيراً إلى أن لبنان سيكون له قيمة مضافة في هذا المجال بسبب وجوده في موقع استراتيجي.
حرب غزة وخسائر قطاع الزراعة اللبناني
كشف أمين سلام أن القطاعين التجاري والزراعي في لبنان يعانيان نتيجة الحرب المستمرة على حدوده الجنوبية، والتي كبدت القطاع الزراعي خسائر تفوق الـ2.5 مليار دولار، بعد مسح أولي أجرته السلطات المعنية، وذلك بالإضافة إلى الانعكاس السلبي لذلك متمثلاً في تراجع يُقدر بما بين 30 و40 في المئة في حركة الاستيراد والتصدير نتيجة لاضطرابات البحر الأحمر.
وأكّد سلام أن «توسع حرب غزة لتخلق اضطرابات في البحر الأحمر أثر بدوره على حركة النقل والسلاسل التجارية، التي انعكست بشكل مباشر وغير مباشر على لبنان، والخطر الأكبر يكمن في استهداف المرافئ البحرية»، وتابع سلام قائلاً إن نحو 30 إلى 40 في المئة من حركة القطاع التجاري في لبنان تمر عبر مضيق باب المندب لاستيراد البضائع من الدول الآسيوية، وأضاف سلام أن الاضطرابات أثرت على غلاء تكاليف تأمين الشحن البحري، وأدت إلى إلغاء الكثير من الطلبات التي قامت بها شركات القطاع الخاص اللبناني، مشيراً إلى أن هذه الطلبات تُنسَّق قبل شهرين أو ثلاثة على الأقل.
وشدد على أن هذه الأزمة تسببت في ارتفاع الأسعار وانعكست بشكل كبير على المواطن اللبناني، وتزيد المخاوف من حدوث شح ببعض المنتجات، مشيراً إلى أن اضطرار لبنان إلى الاعتماد على البضائع المستوردة من أوروبا سينعكس على المدى الطويل على الغلاء المعيشي وعلى قدرة القطاع الخاص على التأقلم مع ارتفاع الأسعار الجديد.
لكن سلام حذر من أن «أي ضربة على المرافئ البحرية تشل حركة الاستيراد قد تجعل الموارد الغذائية الأساسية رهينة ذلك»، مشيراً إلى الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مؤخراً منطقة الغازية قرب مرفأ صيدا الذي استكمل عمله منذ أشهر قليلة.
القطاع الخاص عصب حيوي في لبنان
وأضاف سلام أن «مبادرات القطاع الخاص سبب رئيسي في صمود لبنان الاقتصادي وتفاديه للانهيار التام»، إذ إنه لعب دوراً بارزاً في قدرة لبنان على الاستمرار في عجلته الاقتصادية على الرغم من الأزمات المختلفة التي مرّ بها في السنوات الماضية.
حرب غزة فتكت بتصدير لبنان «الضعيف»
وختم سلام قائلاً إن حرب غزة فتكت بقطاع التصدير الضئيل في لبنان مثل زيت الزيتون، والنبيذ وبعض من الخضراوات والفواكه، مشيراً إلى القصف الإسرائيلي الذي استهدف «الآلاف من الهكتارات للأراضي الزراعية في جنوب لبنان الغنية بشجر الزيتون الذي يفوق عمره الخمسين أو المئة عام»، إضافة إلى استخدام أسلحة ومواد تضر بالتربة، وأكّد أن إعادة تأهيل التربة لجعلها صالحة للزراعة ستكون مهمة شاقة، وذلك نتيجة المسح الأولي للأضرار والذي رصد خسائر في القطاع الزراعي تخطت الـ2.5 مليار دولار، حسب قوله.