قال الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دينتون، إن مقترحات بعض الدول لفرض رسوم جمركية على التجارة الإلكترونية العابرة للحدود «عبثية» لأنها تتعارض مع جوهر منظمة التجارة العالمية، مضيفاً أن المنظمة تهدف إلى تسهيل التجارة العالمية لا وضع العراقيل أمامها.

جاءت تصريحات دينتون خلال مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على هامش المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، الذي ينعقد في وقت تستمر فيه الخلافات بين وزراء الدول الأعضاء في المنظمة بشأن دعم الزراعة ومصايد الأسماك والضرائب الرقمية.

ويسعى المؤتمر الذي يُعقد كل عامين لمراجعة قواعد التجارة العالمية بشأن مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك وضع قيود لإعانات صيد الأسماك وتمديد تعليق الرسوم الجمركية على التجارة الرقمية، وهي خطوة تحظى بدعم كاسح من الحكومات والشركات، لكن تعارضها الهند وجنوب إفريقيا.

إصلاح منظمة التجارة العالمية

في ظل التوترات الجيوسياسية والتغيرات العالمية، يُطرح موضوع إصلاح منظمة التجارة العالمية بقوة على أجندة المؤتمر الوزاري، فيرى دينتون أن من الضروري مراجعة آليات عمل المنظمة التي لم تتغير منذ عقود، لتتوافق مع التحديات الجديدة ونماذج الأعمال التي أتاحتها التكنولوجيا، مشدداً على ضرورة وجود قواعد عالمية شفافة ومتوقعة تغطي الاقتصاد الرقمي.

وقال دينتون «من المنطقي أن ننظر إلى مؤسسة تمت إدارتها بالنهج ذاته لما يقرب من 30 أو 40 عاماً الآن، ونتساءل: هل النهج الذي تم اتباعه ملائم للسياق الذي تعمل فيه؟ فهناك بالفعل توترات جيوسياسية وجيواقتصادية لم تكن موجودة عندما دخلت منظمة التجارة العالمية حيز التنفيذ».

التحديات الجيوسياسية وممر الشرق الأوسط

بالحديث عن إمكانية إنشاء ممر تجاري في الشرق الأوسط، يشير دينتون إلى الحاجة للتأكد من أن هذه الممرات تتوافق مع الاستدامة الجيوسياسية، وعبّر عن اعتقاده بأن ممر الشرق الأوسط لن ينافس مبادرة الحزام والطريق بل سيكملها، وأبدى ترحيبه بأي مبادرات تسهل التجارة، مع التأكيد على أهمية حل أي تحديات قد تظهر لضمان عدم خلق نقاط صراع جديدة.

وقال دينتون «أحد التحديات التي تواجه البلدان الراغبة في المشاركة في إنشاء هذه الممرات هو ضمان استدامتها من الناحية الجيوسياسية، ليست مهمتي أن أقوم بذلك نيابة عنهم، لكنني أرحب بأي قنوات تخفض تكاليف التجارة وتسهلها، إذاً التحدي الآن هو ضمان ألا يؤدي ذلك للمزيد من الصراعات والتوترات الجيوسياسية».

ويُنظر إلى النجاح في التوصل لاتفاق على أنه أمر مهم للإمارات التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) العام الماضي وترغب في تحقيق مكاسب.