جان هاتزيوس.. كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان ساكس توقع أن ينجو الاقتصاد الأميركي من فخ الركود الاقتصادي في أواخر عام 2022، عندما كان الكثيرون يخشون أن يكون الركود أمراً لا مفر منه، كما صنع اسماً لنفسه من خلال توجيه دعوة معاكسة في عام 2008، محذراً من أن الرهن العقاري السام من شأنه أن يشعل الركود.

ويقدم هاتزيوس توقعات متفائلة في الغالب حول موضوع آخر مثير للجدل في المجتمع اليوم: الذكاء الاصطناعي، وما يعنيه للاقتصاد الأميركي.

كما أكد خلال مقابلته الحصرية مع شبكة CNN أن الذكاء الاصطناعي سيسرع النمو الاقتصادي بشكل كبير بمرور الوقت من خلال جعل العمالة أكثر كفاءة.

الذكاء الاصطناعي مُحسن للإنتاجية

ويرى هاتزيوس أن الذكاء الاصطناعي من شأنه تحسين الإنتاجية إذ يتوقع أن يزيد الذكاء الاصطناعي من إنتاجية العمالة في الاقتصاد الأميركي، كما أنه من المتوقع أن تكون هذه الزيادة في الإنتاجية كبيرة لدرجة أنها دفعت بنك غولدمان ساكس في العام الماضي إلى رفع توقعاته للناتج المحلي الإجمالي الأميركي على المدى الطويل.

وأشار إلى أن روبوتات المحادثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من شأنها أن تساعد العاملين على تبادل الأفكار وإجراء الأبحاث وكتابة التقارير وإنشاء العروض التقديمية والتعرف على الموضوعات الجديدة وتحديد الأنماط في مجموعة كبيرة من البيانات.

وأوضح أن هناك العديد من الأجهزة الحكومية تلجأ إلى أدوات الذكاء الاصطناعي من ضمنها وزارة الخزانة ومصلحة الضرائب لمكافحة الغش الضريبي والجرائم المالية.

ولفت إلى أن تلك الاستخدامات لا تعني مثالية الذكاء الاصطناعي إذ اتُهمت روبوتات المحادثة العاملة بالذكاء الاصطناعي بالتحيز وإنشاء صور تاريخية غير دقيقة، خاصةً أن تلك الأدوات من المعروف عنها أنها تصيبها حالة من «الهلوسة» في بعض الأحيان.

اختفاء بعض الوظائف

ويرى هاتزيوس أن الخطر الحقيقي للذكاء الاصطناعي هو أن يحل محل جزء من العمالة، إذ إن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على إتمام جميع المهام التي كان البشر فقط قادرين على القيام بها في السابق من كتابة رسائل بريد إلكتروني مفصلة، وتلخيص الكتب الكثيفة، وصياغة إعلانات بارعة واستحضار صور واقعية.

ولفت إلى أن الموظفين من أصحاب الياقات البيضاء (أي الذين يرتدون القمصان البيضاء والملابس الرسمية) معرضون بشكل أكبر لخطر التخلي عنهم وبحسب تقديرات غولدمان ساكس فإنه من المتوقع أن تتم أتمتة نحو 300 مليون وظيفة بدوام كامل حول العالم عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

تحذيرات صندوق النقد الدولي

وترى عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى -وعلى رأسها صندوق النقد الدولي- أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعجيل بالنمو الاقتصادي لا يضمن تحقيق استفادة جميع الأطراف المعنية.

وكان صندوق النقد الدولي قد قدر في وقتٍ سابقٍ من هذا العام أن ما يقرب من 40% من الوظائف في جميع أنحاء العالم يمكن أن تتأثر الذكاء الاصطناعي، وحذر من أن هذا الاتجاه من المرجح أن يعمق عدم المساواة.

وفيما يخص مكافحة تأثير الذكاء الاصطناعي، حث صندوق النقد الدولي الحكومات على بناء شبكات أمان اجتماعي وبرامج لإعادة تدريب العمال.

وحذر جيريمي جرانثام، الذي تنبأ بانهيار الدوت كوم في عام 2000 والأزمة المالية في عام 2008 مؤخراً من أن الذكاء الاصطناعي فقاعة يمكن أن تبدأ في الانكماش في ظل شعور العديد من الناس بالقلق من أن طفرة الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها.

(مات إيغان -CNN)