يشهد ميناء بالتيمور الأميركية اضطرابات واسعة في حركة النقل والشحن منذ يوم الثلاثاء بعد انهيار أحد الجسور الرئيسية بالميناء إثر اصطدام سفينة شحن ضخمة به، ما أدى لسقوط العديد من السيارات والأشخاص في النهر الواقع أسفل الجسر.

وتوقع وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج خلال مؤتمر صحفي أن يؤثر الحادث على سلاسل التوريد، مشيراً إلى أنه من السابق لأوانه تقديم تقديرات دقيقة حول موعد الانتهاء من الإصلاحات وإعادة فتح الميناء.

احتل ميناء بالتيمور المركز الـ17 على قائمة الموانئ الأميركية الأكثر نشاطاً في عام 2021، بحسب تقرير مكتب إحصاءات النقل المرسل للكونغرس في عام 2024، ورغم أنه يستقبل شحنات أقل من نظيره في الساحل الشرقي، فإنه يمثل مساراً تجارياً رئيسياً للعديد من القطاعات، خاصة قطاع السيارات.

ولنحو 50 عاماً، كان الجسر المنهار يمثل شرياناً حيوياً في حركة الشحن ليس فقط لمنطقة بالتيمور بل لمنطقة الساحل الشرقي بالكامل، ويتوقع الخبراء أن تخسر المنطقة نحو 15 مليون دولار يومياً بسبب الحادث الأخير، من بينها 1.5 مليون دولار يومياً في صورة ضرائب مفقودة.

ويحتل الميناء المركز الأول في الولايات المتحدة من حيث صادرات وواردات السيارات، إذ مر عبره ما يقرب من 85 ألف مركبة العام الماضي.

وأعلنت بعض شركات السيارات بالفعل عزمها استخدام مسارات بديلة لشحناتها بعد حادث انهيار الجسر، لكن القلق الأكبر يتعلق بتأخير تسليم شحنات قطع الغيار وتعطيل سلسلة الإمداد الخاصة بقطاع السيارات.

وفي ما يلي ردود فعل عدد من الشركات الكبرى التي تستخدم الميناء لنقل بضائعها.

شركات السيارات الكبرى

قالت عملاقة السيارات الألمانية بي إم دبليو إنها لا تتوقع حدوث تأثير فوري باستثناء بعض التأخيرات في حركة المرور على المدى القصير.

وتستخدم الشركة ميناء بالتيمور لاستيراد السيارات، لكن المسار المخصص للسيارات يقع عند مدخل الميناء مقابل الجسر المنهار، ويمكن الوصول إليه بشكل طبيعي حتى الآن.

وكان التأثير أكبر بالنسبة لمنافستها الأميركية فورد التي أكدت أن انهيار الجسر وما تبعه من إغلاق الميناء سيؤثر على سلسلة التوريد الخاصة بها ويجبر الشركة على تحويل جزء من عمليات الشحن إلى موانئ أخرى، وأكدت الشركة في بيان لرويترز أن فريق عملها تمكن من إيجاد مسارات شحن بديلة في الوقت الحالي.

أما «جنرال موتورز»، فكشفت عن إعادة توجيه شاحناتها إلى موانئ أخرى، متوقعة تأثيرات بسيطة للحادث على أعمالها.

من جهتها، أكدت شركة السيارات الألمانية الرائدة فولكس فاجن عدم تأثر شحناتها حتى الآن نتيجة بُعد مرافقها عن موقع الحادث، لكنها توقعت حدوث بعض التأخيرات في حركة المرور نتيجة تكدس الشاحنات.

وأشار المدير التنفيذي لـ«مرسيدس بنز» إلى أنه من المبكر للغاية تقييم تأثير انهيار الجسر على أنشطة الشركة.

شركات أخرى

قالت إيه إس أر -أكبر شركات السكر في الولايات المتحدة- إن لديها مخزوناً كبيراً من السكر الخام في مصنع التكرير في بالتيمور، والذي عادة ما يتم نقله عبر السفن القادمة إلى الميناء، لكنها أضافت أنها لا تتوقع تأثر عملياتها على المدى القصير في المنطقة.

وهو ما أكدته أيضاً شركة «بيركشاير هاثاواي إنرجي» -التي تدير خط نقل الغاز المسال «كوف بوينت»- التي أشارت لعدم تأثر عملياتها حتى الآن بحادث انهيار الجسر.

وفي السياق نفسه، قالت المجموعة الصناعية السويدية العملاقة فولفو -التي تنتج الشاحنات ومعدات البناء والمحركات- إنها لا تتوقع تأثيراً كبيراً على أعمالها نتيجة الحادث، مشيرة إلى أنها تعكف حالياً على حصر مخزوناتها في مرافق الإنتاج الأميركية لوضع إجراءات استباقية لأسوأ السيناريوهات المحتملة.

كما أكدت هوم ديبوت -أكبر شركات التجزئة لمنتجات تجديد المنازل بأميركا- أن مراكز التوزيع التابعة لها في بالتيمور تعمل بشكل طبيعي حتى الآن.