تبرز إسطنبول كمركز المنافسة الرئيسي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمعارضة في الانتخابات البلدية في تركيا لعام 2024، بسبب أهميتها السياسة والاقتصادية على حدٍ سواء.

وتأتي الانتخابات البلدية في تركيا يوم الأحد بعد مرور نحو عام على فوز أردوغان بفترة رئاسية ثالثة العام الماضي، فإمّا أن تنتهي بفوزه وتعزيز سيطرته على أنحاء تركيا كافة، وإمّا إحداث تغيير في المشهد السياسي برمته.

وتقف تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي على مفترق طرق اقتصادي وسياسي رئيسي بين الشرق والغرب، كما أنها لعبت دوراً محورياً خلال السنوات الأخيرة خاصة مع تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتوسطها في العديد من الاتفاقات التجارية.

لماذا يهتم أردوغان بإسطنبول؟

تتمتّع إسطنبول بمكانة خاصة في قلب الرئيس أردوغان باعتبارها مسقط رأسه والمدينة التي شهدت بداية مسيرته السياسية، لكنها أيضاً تتميز بمكانة اقتصادية مهمة للاقتصاد التركي والعالمي.

وتعتبر المدينة مركزاً مالياً رئيسياً للتجارة والصناعة في تركيا بفضل مساهمتها البالغ نسبتها 31.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وموقعها الجغرافي الذي يربط بين الشرق والغرب، وفقاً لمكتب الشؤون المالية لرئاسة الجمهورية التركية.

وتقع إسطنبول في نقطة تلاق بين خطوط الربط العالمية بين آسيا وأوروبا، في قلب منطقة يبلغ حجم التداول التجاري العالمي بها 30 تريليون دولار، ويصل مجموع سكانها إلى 1.6 مليار نسمة.

وبفضل هذه الميزة، يمكن لإسطنبول أن تحتل مكانة المركز التجاري النشط، إذ تستحوذ على أكثر من نصف التجارة الخارجية في تركيا، بإجمالي صادرات وواردات بلغ 116.88 مليار دولار و188.06 مليار دولار على الترتيب عام 2023.

كما أنها المدينة الأكثر شباباً في أوروبا بعدد سكان يبلغ 16 مليون نسمة، حيث يبلغ متوسط العمر السائد فيها 32.4 عام، ما يجعلها مدينة غنية بالموارد البشرية ومنطقة جذب للشركات المالية العالمية.

وبالفعل تضم المدينة بورصة إسطنبول، أكبر بورصة من حيث السيولة المالية بقيمة سوقية بلغت 332 مليار دولار عام 2022، وإحدى أكبر بورصات العالم من حيث السيولة عام 2023.

وعلاوة على ذلك تُعدّ إسطنبول مقصداً سياحياً مهماً ويجذب ملايين الزوار سنوياً ويسهم قطاع السياحة كثيراً في الاقتصاد التركي بفضل الإنفاق على السكن والطعام والنقل والترفيه والتسوق.

ويوجد في إسطنبول العديد من مصانع النسيج والسيارات والإلكترونيات والغذاء، وتسهم المناطق الصناعية والمنشآت الصناعية بالمدينة في الإنتاج الصناعي للبلاد ككل.

الانتخابات البلدية 2024

بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية والديموغرافية لإسطنبول، فإنها تمثّل نقطة قوة للفائز بها في الانتخابات البلدية لعام 2024، خاصة في ظل الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد.

وفاز حزب المعارضة بقيادة أكرم إمام أوغلو بمدينتي إسطنبول وأنقرة في الانتخابات البلدية لعام 2019، ما يجعل فوزه بهما للمرة الثانية بمثابة تهديد يواجه أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2028.

وتشير استطلاعات الرأي التي نقلتها وكالة رويترز إلى سباق متقارب بين مرشح حزب المعارضة إمام أوغلو، ومرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم مراد قوروم داخل إسطنبول وأنقرة.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش في شرق تركيا، وسجل أكثر من 61 مليون شخص أسماءهم للتصويت، على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية للتصويت بحلول الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينتش.