قتلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، لكنها لم تنجح رغم ذلك في قتل الروح الإبداعية لدى مئات النازحين الذين أقاموا مجموعة متنوعة من الخيام مصنوعة من علب المواد الغذائية التي تم تسليمها كمساعدات إنسانية إلى القطاع الذي مزقته الحرب منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في أزمة إنسانية خطيرة، بما في ذلك نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.

ومع توقف جميع الواردات الغذائية التجارية تقريباً، أصبح معظم سكان غزة يعتمدون الآن بشكل كامل على المساعدات الغذائية التي تتكون غالباً من الأطعمة المعلبة.

خيم معلبة

وقالت داليا العفيفي نازحة فلسطينية من غزة شاركت في تأسيس الخيم المصنوعة من المعلبات الغذائية «كانت لدينا فكرة القيام بشيء ما لتوصيل رسائل إلى العالم، كان أمامنا كومة من علب المساعدات المقدمة لقطاع غزة، علب الفول والحمص والفاصوليا والبازلاء، قررنا أن نفعل شيئاً ما منها، فأخذنا تلك العلب لنصنع منها خيمة».

ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السادس على التوالي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 إسرائيلي.

وتشكو المنظمات الإنسانية الدولية منذ أشهر من العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات بالشاحنات إلى غزة، ويعاني نصف سكان القطاع الآن من المجاعة، بينما يعاني الباقون من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

وتقول النازحة الفلسطينية أسماء مرشود «مع النزوح، لم يعد لدينا طعام نأكله؛ لذلك اضطررنا للجوء إلى الأغذية المعلبة، الأطعمة المعلبة أصبحت الآن في حياتنا اليومية، نقوم بإعداد الفول المعلب واللحوم المعلبة، على الرغم من أن الأطعمة المعلبة تحتوي على مواد حافظة وليست صحية جداً، إلا أننا يجب أن نجهزها لأنه لا يوجد شيء متاح سوى الطعام المعلب».

وقتل ما يقرب من 200 عامل في المجال الإنساني في غزة، كان آخرهم سبعة من موظفي منظمة وورلد سنترال كيتشن، والذين قتلوا في غارة إسرائيلية مطلع الشهر الجاري أثناء قيامهم بتوصيل الغذاء إلى المدنيين في القطاع.

وفي أعقاب هذه الهجمات الأخيرة، قامت المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك وورلد سنترال كيتشين وأنيرا، بتعليق تسليم المساعدات وتوزيعها على الفلسطينيين في غزة؛ ما يزيد من الخطر الحقيقي بالفعل المتمثل في حدوث المزيد من الوفيات بسبب المجاعة والمرض على نطاق أوسع.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تنقل المساعدات يومياً إلى غزة قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي.