يبدأ كل من صندوق النقد والبنك الدوليين اجتماعات الربيع السنوية في واشنطن اليوم الاثنين، وتأتي اجتماعات هذا العام -التي تستمر لمدة أسبوع- في ظل توترات جيوسياسية واقتصادية غير مسبوقة، خاصة مع التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران.

ومن المقرر أن تناقش الاجتماعات أبرز القضايا ذات الاهتمام الدولي المشترك مثل الآفاق الاقتصادية العالمية، واستئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية حول العالم.

وعادة ما تضم اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية حول العالم، بالإضافة للبرلمانيين والأكاديميين وكبار المسؤولين من القطاع الخاص وممثلي منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم.

تحديات غير مسبوقة

ومن المتوقع أن يعلن صندوق النقد الدولي على هامش الاجتماعات، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، في وقتٍ يعاني العالم من تحديات سياسية واقتصادية بالغة، بداية من التوترات الجيوسياسية المتنامية حتى صعود أسعار النفط واضطرابات التجارة الدولية واستمرار ارتفاع التضخم عالمياً رغم الزيادات المتتالية في معدلات الفائدة.

وتأتي تلك التوقعات في وقت حرج زادت فيه حدة التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط مع توسع الصراع داخل المنطقة ليشمل أطراف جديدة مثل إيران.

وكان صندوق النقد يتوقع نمواً قوياً تدريجياً للاقتصاد العالمي خلال العامين الجاري والمقبل، وفقاً لآخر تحديثات نشرها في يناير كانون الثاني الماضي.

ورفع الصندوق توقعاته للنمو العالمي خلال العام الجاري إلى 3.1 في المئة، ما يمثّل ارتفاعاً طفيفاً بـ0.2 في المئة مقارنة بتوقعاته السابقة في أكتوبر تشرين الأول الماضي، كما توقع زيادة النمو إلى 3.2 في المئة عام 2025.

وقبل أسبوع، انتقدت كريستالينا غورغييفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي انتقدت علانية أسعار الفائدة المرتفعة في أميركا، مشيرة إلى أنها لم تخدم بقية العالم، وقد تمثّل مصدر قلق إذا استمرت فترة طويلة، وحثت غورغييفا الحكومة الأميركية على النظر في اتخاذ إجراءات أخرى لضبط التضخم، عوضاً عن ارتفاع أسعار الفائدة.

وقالت إن «ارتفاع أسعار الفائدة لا يمثّل خبراً ساراً بالنسبة لبقية العالم، لأن أسعار الفائدة المرتفعة تجعل أميركا أكثر جاذبية للتدفقات النقدية. وبذلك تأتي التدفقات المالية إلى هنا، وهذا يترك بقية العالم يعاني إلى حد ما».

ويناقش الصندوق خلال الاجتماعات بعض القضايا المتعلقة بالديون في قارة إفريقيا وسبل الخروج منها، بالإضافة لموضوعات تتعلق باستدامة تمويل المشروعات الخضراء.

وعلى هامش الاجتماع يخصص الصندوق ندوة خاصة عن مصر تحت عنوان «مصر دروس في استعادة الاستقرار الاقتصادي».

اختيار غورغييفا لولاية ثانية

وستبدأ الاجتماعات بعد أيام من إعلان المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي عن اختيار كريستالينا غورغييفا لتولي منصب المديرة العامة للصندوق لفترة ثانية مدتها خمس سنوات تبدأ في الأول من أكتوبر تشرين الأول هذا العام.

وذكر مجلس الإدارة أن غورفييفا تمكنت خلال فترة قيادتها للصندوق من التغلب على سلسلة من الصدمات العالمية الكبرى.

وغورغييفا هي ثاني امرأة ترأس صندوق النقد الدولي، وأول شخص من الاقتصادات الناشئة يتولى هذا المنصب الرفيع، وهي المدير الثاني عشر للصندوق منذ تأسيسه عام 1944.