أقر الكونغرس الأميركي يوم الثلاثاء حزمة مساعدات خارجية ضخمة بعد أشهر من المناقشات، ما يمهد الطريق لتقديم تمويل جديد بمليارات الدولارات لكييف، في وقت تتقدم فيه القوات الروسية وتعاني فيه أوكرانيا من نقص الإمدادات العسكرية.
وفي وقت متأخر أمس الثلاثاء، وافق مجلس الشيوخ بأغلبية 79 صوتاً مقابل 18 على أربعة مشاريع كان مجلس النواب قد أقرها يوم السبت، وتضمن ذلك الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار، معظمها مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان وشركاء الولايات المتحدة بالمحيطين الهندي والهادئ.
وتم دمج المشاريع الأربعة في حزمة واحدة بمجلس الشيوخ، التي قال الرئيس جو بايدن إنه سيوقعها لتصبح قانوناً سارياً اليوم الأربعاء.
ويوفر مشروع القانون الأول 61 مليار دولار لأوكرانيا، بينما يوفر الثاني 26 مليار دولار لإسرائيل ومناطق الصراع الأخرى في أنحاء العالم، أما المشروع الثالث فيخصص 8.12 مليار دولار لمواجهة نفوذ الصين في المحيطين الهندي والهادئ.
ويشمل الرابع، الذي أضافه مجلس النواب إلى الحزمة الأسبوع الماضي، فرض حظر محتمل على تطبيق تيك توك للتواصل الاجتماعي، واتخاذ إجراءات لنقل الأصول الروسية المصادرة إلى أوكرانيا، وفرض عقوبات جديدة على إيران.
وكشف مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز أن الإدارة تُعدّ بالفعل حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأوكرانيا، وهي الدفعة الأولى من مشروع القانون المتعلق بكييف.
وتشمل الحزمة مركبات ومنظومة صواريخ الدفاع الجوي ستينجر وذخيرة إضافية لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة وذخيرة مدفعية عيار 155 ميلليمتراً وصواريخ تاو وجافلين المضادة للدبابات وأسلحة أخرى يمكن استخدامها بشكل فوري في ساحة المعركة.
ولم يتضح بعد تأثير الأموال المخصصة لإسرائيل على مسار الصراع في غزة، وتلقت إسرائيل بالفعل مساعدات أمنية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، وتشمل الحزمة مساعدات إنسانية لتحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة.
أقر مجلس النواب مشروع القانون المتعلق بإسرائيل بأغلبية تأييد ساحقة بلغت 366 صوتاً مؤيداً مقابل 58 صوتاً معارضاً، وطالب المعارضون الديمقراطيون بتخفيف الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحملة الإسرائيلية في غزة رداً على الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، الذي أسفر -بحسب الإحصاءات الإسرائيلية- عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب تلك الهجمات أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.
وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يقر فيها مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل ومنطقة المحيطين الهادئ والهندي.
معارضة صينية
من جهته، أعرب مكتب شؤون تايوان التابع للصين اليوم الأربعاء عن أن بكين «تعارض بشدة» إدراج ما تصفه بـ«المحتوى المتعلق بتايوان» في حزمة المساعدات التي أقرها الكونغرس الأميركي، والتي تتضمن تقديم مساعدات عسكرية لتايبه.
وقال المتحدث باسم المكتب إن الصين حثت الولايات المتحدة على الوفاء بالتزامها بعدم دعم «استقلال تايوان» بإجراءات ملموسة، والتوقف عن تسليحها بأي شكل من الأشكال.
وأقر الكونغرس في وقت متأخر من أمس الثلاثاء حزمة تشريعية توفر المساعدة الأمنية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
وكان الجيش التايواني قد أشار يوم الأحد إلى أنه سيناقش مع الولايات المتحدة كيفية استخدام تمويل تايبه المدرج في الحزمة التشريعية البالغة 95 مليار دولار، في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الحربية الصينية مرة أخرى بمناورات قرب الجزيرة.