بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة تشمل ثلاث دول أوروبية، يوم الأحد، في وقت تشهد فيه القارة انقساماً حول كيفية التعامل مع قوة بكين المتنامية والتنافس بين الولايات المتحدة والصين، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.
وتفقد شركات صناعة السيارات الأوروبية قوتها أمام السيارات الكهربائية الصينية المدعومة من الدولة، وشكا الدبلوماسيون الأوروبيون من وجود جواسيس صينيين في العواصم الأوروبية، ويثير استمرار التجارة الدفاعية بين الصين وروسيا قلق الجميع في أوروبا الذين يدعمون أوكرانيا التي مزقتها الحرب، ويخشون عدم توقف الجيش الروسي عند هذا الحد.
العلاقات الاقتصادية بين الصين وأوروبا
تربط أوروبا والصين علاقات اقتصادية قوية، وتقدر التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين بنحو 2.3 مليار يورو يومياً، ويبدو الرئيس الصيني عازماً على إعادة بناء وتعميق العلاقات مع القادة الأوروبيين بعد غياب طويل بسبب جائحة كوفيد-19.
وفي عام 2023، كانت الصين ثالث أكبر شريك لصادرات الاتحاد الأوروبي من السلع بنسبة 8.8 في المئة، وأكبر شريك لواردات الاتحاد الأوروبي من السلع بنسبة 20.5 في المئة.
ومن بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كانت هولندا أكبر مستورد للسلع من الصين، وكانت ألمانيا أكبر مصدر للسلع إلى الصين في عام 2023.
وبدأ شي زيارته يوم الأحد في فرنسا التي يرغب رئيسها في مزيد من الاستقلال الاقتصادي والاستراتيجي لأوروبا عن القوى العالمية الأخرى، وسيتوجه الرئيس الصيني إلى صربيا والمجر، اللتين يُنظر إليهما باعتبارهما صديقتين للصين ومقربتين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحصلتا على استثمارات صينية ضخمة.
وستحظى رحلة شي بمتابعة وثيقة في واشنطن بحثاً عن مؤشرات على تراجع الدعم الأوروبي لأهدافها الرئيسية في السياسة الخارجية، وفي الوقت ذاته، هناك حالة من عدم اليقين في أوروبا بشأن الدعم الأميركي المستقبلي للحلفاء عبر المحيط الأطلسي.
وكان في استقبال شي في مطار أورلي بباريس رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، وتسعى جماعات الضغط عبر الاحتجاجات التي نظمتها إلى مطالبة فرنسا بالضغط على الصين لحملها على احترام حقوق التبت والويغور.
وحاول النشطاء الذين يسعون إلى تحرير التبت رفع لافتة يوم السبت تحت قوس النصر في باريس، واحتجوا في العاصمة الفرنسية في الوقت نفسه تقريباً الذي هبطت فيه طائرة شي.
ومن المقرر أن يقيم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبالاً رسمياً للزعيم الصيني يوم الاثنين، وسيلتقيان أيضاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي يتوقع أن تنضم إلى ماكرون في الضغط من أجل سياسات تجارية أكثر عدالة، وأن تستخدم الصين نفوذها لدى روسيا لدفعها نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقاً في الخريف الماضي في الدعم الصيني، ويتوقع أن يفرض رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية المصدرة من الصين.
تلتزم الصين بالحياد في الصراع الأوكراني لكنها رفضت وصف الهجوم الروسي الشامل على جارتها بأنه غزو، كما اتُهمت بتعزيز قدرة روسيا على إنتاج الأسلحة.