يبحث الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارته إلى باريس يوم الاثنين، خلال رحلة هي الأولى للمنطقة منذ خمس سنوات ملفي التجارة والحرب الروسية مع أوكرانيا ضمن قضايا أخرى مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأشاد شي بالعلاقات بين البلدين رغم التوترات التجارية بشأن تحقيق للاتحاد الأوروبي في صادرات السيارات الكهربائية الصينية، والتحقيق الذي تجريه بكين في واردات خمور البراندي وأغلبها فرنسية الصنع.
وقال شي في بيان إن العلاقات بين الصين وفرنسا «نموذج يحتذى للمجتمع الدولي في التعايش السلمي والتعاون المثمر بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة».
وتأمل فرنسا في دفع الصين للضغط على موسكو لوقف حربها في أوكرانيا، وقال مكتب ماكرون إن المحادثات بشأن الجهود الدبلوماسية لدعم أوكرانيا والضغط على روسيا تمثّل أولوية قصوى بالنسبة لفرنسا.
ويشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من أن موسكو تستخدم بالفعل الآلات الصينية في إنتاج الأسلحة.
وتحسنت علاقات بكين مع موسكو بعد الغزو الأوكراني، ويريد الغرب من الصين قبل كل شيء عدم تزويد روسيا بالأسلحة والمخاطرة بقلب التوازن في الصراع.
وقال مسؤولون إن فرنسا تأمل أيضاً في الدفع نحو فتح السوق الصينية أمام صادراتها الزراعية وحل القضايا المتعلقة بمخاوف صناعة مستحضرات التجميل الفرنسية فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، وقد تعلن الصين عن طلب شراء نحو 50 طائرة إيرباص خلال زيارة شي.
وستشمل المناقشات أيضاً منطقة الشرق الأوسط وقضايا التجارة والتحديات العالمية بما في ذلك تغيّر المناخ.
وقالت صحيفة الشعب اليومية، الصحيفة الرئيسية للحزب الشيوعي الصيني، إن «التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي هائل، ولا مفر من حدوث عراقيل».
وأضافت أن «الصين ترغب في تعزيز التواصل والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وتكثيف التعاون وحل الخلافات من خلال الحوار».
وكتبت صحيفة غلوبال تايمز أن «رغبة الصين في توسيع التعاون مع أوروبا ودعم الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا تظل ثابتة».
الاقتصاد الصيني
وانتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي من المتوقع أن تجتمع مع الرئيسين الفرنسي والصيني يوم الاثنين، «فائض المعروض من السلع الصينية المدعومة» قبل الاجتماع.
وقالت إن الممارسات التجارية للصين تؤدي إلى تجارة غير عادلة «تشوه السوق»، و«يمكن أن تؤدي إلى تراجع التصنيع في أوروبا».
ورفضت الصين مزاعم الغرب بشأن الطاقة الإنتاجية الفائضة، واتهمت الاتحاد الأوروبي بالحمائية ومحاولة كبح التنمية الاقتصادية في الصين.
وتحاول بكين الآن توجيه الاقتصاد الصيني، الذي يمر بمرحلة انتقالية مؤلمة من اعتماده على العقارات والتصنيع منخفض القيمة إلى قطاعات واعدة مثل السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والألواح الشمسية.