تشق أبوظبي طريقها بثبات لتصبح مركزاً إقليمياً ودولياً في قطاع الرعاية الصحية، وذلك من خلال تبني وتطبيق الأتمتة والتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وقال منصور المنصوري، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، في الحفل الافتتاحي في أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية الذي تنظمه الدائرة، إن الهدف الرئيسي لهذا التحول هو التركيز على إعادة صياغة مفهوم الرعاية الصحية والانتقال من الأسلوب التقليدي القائم على العلاج، نحو التركيز الاستباقي والوقائي على تعزيز الصحة الشاملة.
ولعل معالم هذا التحول المدعوم بالذكاء الاصطناعي يقوم على أربعة محاور أساسية: التنبؤ، والتصرف، والأتمتة، والوقاية وفق ما وصفه أحمد الخزرجي، المدير العام بالإنابة لمركز أبوظبي للصحة العامة.
نظام صحي شامل ومرن
تقرير «الاستدامة والمرونة في النظام الصحي في أبوظبي» الذي أطلقته دائرة الصحة أبوظبي خلال أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية بالتعاون مع تحالف «الشراكة من أجل استدامة النظام الصحي ومرونته» سلط الضوء على نقاط القوة التي تتمتع بها منظومة الرعاية الصحية في الإمارة بكونها نموذجاً عالمياً للمرونة.
إذ إنّ حملة التطعيم الشاملة والمدعومة بالتطبيب المتطور عن بعد، والتشخيص عبر الذكاء الاصطناعي، ومراقبة حالة المرضى عن بعد، أسهمت جميعها في تعزيز تقديم الخدمات الصحية طوال فترة وباء كوفيد-19، وقد دعم التمويل الفاعل هذه المنظومة الشاملة مع توفير تغطية صحية شاملة، وإعطاء الأولوية لسلامة المرضى بمعايير تقنية صارمة.
التكنولوجيا ركيزة التحول
ولخص إبراهيم الجلاف، مدير إدارة الصحة الرقمية في دائرة الصحة لـCNN الاقتصادية استراتيجية الدائرة للرعاية الرقمية، وقال إنها تركز على الهدف المتمثل في صحة الإنسان وتمكينه من العيش حياة أطول وأكثر صحة من خلال جودة الرعاية المقدمة وسهولة الوصول اليها.
ومكن توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات للحصول على المعلومات الدائرة من رصد التحديات والمخاطر لإدارة الأمراض وتطوير سياسات رعاية صحية شاملة واستباقية تتوافق والحاجات المجمعية المتنامية.
وكشف الجلاف أن منصة «ملفي» هي عنصر رئيسي للتحول الرقمي لنظام الرعاية الصحية، أما «ملف تعريف مخاطر المريض» فهو أهم إنجاز لحالات استخدام الذكاء الاصطناعي التي تطبقها الدائرة.
منصة «ملفي»
تعتبر «ملفي» منصة لتبادل المعلومات الصحية في أبوظبي تربط بين الأطباء ومقدمي الرعاية الطبية للتأكد من القيام بتقييم شامل للمريض من خلال الوصول الى سجلاته الطبية بطريقة فعالة وحيوية حسبما شرح الجلاف.
وقد وفرت هذه المنصة من تكرار الفحوصات والإجراءات الطبية في كل مرة يغير فيها المريض مقدم خدمة الرعاية الصحية، ما يسمح بتقليص التكلفة ويوفر من النفقات الإضافية لكل أطراف الرعاية الصحية.
وأكد الجلاف أن الوصول إلى الملفات الإلكترونية الشخصية للمريض أصبح أكثر سهولة واستجابة لحالات الطوارئ، لافتاً إلى أن الشبكة الإلكترونية تتمتع بأقصى درجات الأمان والموثوقية.
وأضاف الجلاف -حول المزايا التنافسية لها بأنها تشكل قاعدة بيانات نوعية وكمية لتوليد المعلومات عبر الذكاء الاصطناعي. الأمر الذي يضمن برأي الجلاف القدرة والسرعة الكافيتين في اتخاذ تدابير الرعاية الصحية الاستباقية والوقائية لا سيما في حالات الطوارئ.
الذكاء الاصطناعي السيادي
تحقيق التوازن بين الإفادة من التطورات التكنولوجية وحماية الخصوصية والأمن السيبراني هي من أولويات دائرة الصحة في أبوظبي، وبهذا الصدد قال الجلاف «الحقيقة أننا نمر برحلة في عالم التقدم والابتكار، خاصة في قطاع الرعاية الصحية، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أننا ماضون في الطريق الصحيح حيث نستطيع التأثير على المريض الذي هو في قمة أولوياتنا».
وأضاف أن القيمة المضافة هي قرب الدائرة من القادة العالميين المتواجدين في أبوظبي، الأمر الذي يضمن التواصل معهم للبقاء على أحدث التقنيات المتبعة من قبل اللاعبين العالميين في مجال الرعاية الصحية، وأفاد بأن نظام الأمن السيبراني في الإمارات متقدم وتعمل الدائرة على ضمان خصوصية المعلومات عبر إخضاعها لمستويات متعددة من الفحص تجرى فرادى على كل حالة من حالات الاستخدام مع مراعاة للوائح التنظيمية قيد التطبيق فيما يتعلق بإدارة خصوصية هذه البيانات وإبقائها محلية.
وختم قائلاً إن الدائرة بالتعاون والتنسيق مع كل الفعاليات ذات المصلحة تحرص على توفير استمرارية السيادة والسيطرة والحماية للبيانات.