استثمارات ضخمة تضخّها الدول في أوزبكستان الآسيوية التي تسعى إلى استقطاب أموال خارجية من جميع أنحاء آسيا، وتظهر دول الخليج في صدارة الدول التي تسعى للاستثمار في أوزبكستان التي تشهد طفرة في الاستثمار الأجنبي بسبب الإصلاحات الحكومية التي بدأت في عام 2017، ويلعب منتدى طشقند الدولي السنوي للاستثمار دوراً في جذب المستثمرين إلى البلاد.
وقال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الأوزبكستاني لزيز كودراتوف في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية إن الإمارات تلعب دوراً حيوياً «كجسر يربط أوزبكستان ببقية دول الشرق الأوسط».
وتأتي هذه الاستثمارات بحسب الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، هاني سنبل سالم ضمن استثمارات خارجية استقطبتها البلاد ارتفعت من 4 مليارات دولار إلى ما يتراوح بين 50 و60 مليار دولار ما يدل إلى اهتمام العالم بهذه المنطقة، وأثنى سالم على علاقة المؤسسة الوطيدة بمنطقة آسيا الوسطى ووصول استثماراتها فيها إلى ملياري دولار أميركي.
الاستثمارات الإماراتية في أوزبكستان
كان وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري قد أكّد من العاصمة الأوزبكستانية طشقند في مطلع شهر مايو أيار 2024 أن بلاده تنظر بإيجابية إلى تطوير مستويات التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات والأنشطة مع جمهورية أوزبكستان، التي تعد شريكاً رئيسياً لدولة الإمارات على مستوى منطقة آسيا الوسطى، ووجهة مُحببة لمواطني دولة الإمارات للسفر والسياحة والدراسة ومزاولة الأنشطة الاقتصادية، كما تحرص حكومة دولة الإمارات على مواصلة العمل عن كثب مع شركائها في أوزبكستان لتنمية التعاون في مختلف القطاعات التي تحمل فرصاً واعدة للمستقبل.
وتسعى أوزبكستان إلى زيادة إنتاج الطاقة بمقدار 1.5 مرة حتى عام 2025 بحسب الوزير كودراتوف، مع الحرص على أن تبقى حصة الطاقة المتجددة من هذه الأهداف بحدود الـ30 في المئة على الأقل بحلول عام 2030، ما دفع البلاد إلى الدخول في مشاريع مع شركة مصدر الإماراتية.
إصلاحات جذبت المزيد من الاستثمارات
ترى نائبة رئيس مؤسسة التمويل الدولية لشؤون منطقة الشرق الأوسط هالة شيخ روحو أن زيادة الاستثمارات في أوزبكستان تعود إلى الإصلاحات التي قام بها رئيس البلاد شوكت ميرزاييف.
وقالت شيخ روحو في مقابلة مع CNN الاقتصادية إن المؤسسة نجحت في استقطاب استثمار من شركة مصدر الإماراتية إلى أوزبكستان وتلى هذا استثمارات إماراتية أخرى وبعض الاستثمارات من دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا.
وأضافت شيخ روحو أن مؤسسة التمويل الدولية تستثمر في قطاعات الاقتصاد الأوزبكستاني المختلفة من البنية التحتية، والتصنيع، والفلاحة، والخدمات والقطاع المالي.
وكانت أوزبكستان بحسب شيخ روحو قد نجحت في أول خصخصة ناجحة في القطاع المصرفي بعد استحواذ المصرف الهنغاري على بنك إيبوتيكا الأوزبكستاني.
أكوا باور وأوزبكستان
وقعت شركة أكوا باور مع الشبكة الكهربائية الوطنية في أوزبكستان اتفاقية شراء الطاقة لأكبر مزرعة رياح في آسيا الوسطى (مشروع آرال المستقل لطاقة الرياح)، الذي يطور من قبل شركة أكوا باور بقدرة إنتاجية تصل إلى 5 غيغاواط في منطقة كاراكالباكستان.
وفي هذا الصدد، يؤكد ماركو أرشيللي الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة مع CNN الاقتصادية أن سرعة الإصلاحات في أوزبكستان زادت اهتمام أكواباور في مشاريعها، مؤكداً أن دولاً أخرى في وسط آسيا مثل كازاخستان وكرجستان تسير بالطريق نفسه.
وأضاف الرئيس الإقليمي لـ«أكواباور» في آسيا الوسطى عبد مالك أن هذا التحول في الطاقة له قيمة اقتصادية كبيرة لشعب أوزبكستان، موضحاً أن ما يحدث سيخفّض الاعتماد على الغاز بشكل كبير، إذ تضاف المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة مع تمتع أوزبكستان بجو مشمس وسرعة رياح كبيرة، كما عززت أكوا باور التزامها من خلال اتفاقية شراء الطاقة بقيمة 4.85 مليار دولار لأكبر مزرعة رياح في آسيا الوسطى.
أثار تحرير الوصول إلى الأسواق منذ عام 2017 اهتمام الشركات متعددة الجنسيات مثل اليكتريسيتي دو فرانس، كما ذكر نائب الرئيس الأول لأوروبا وآسيا الوسطى مارك جيرارد.