خمسة ملايين بودكاست على الأقل تتوزع في فضائنا الافتراضي أو ما يفوق 70 مليون حلقة جذبت نحو 460 مليون مستمع حول العالم.
وإذ تحتل كل من السويد والنرويج قائمة أكثر الأشخاص اهتماماً بالمنصة حول العالم، حسب ما تشير بيانات موقع «باكلينكو»، تتنافس أبل وسبوتيفاي للسيطرة على السوق.
البودكاست.. طمع بالحرية أم بالمال والشهرة؟
قالت نايلة تويني، رئيسة تحرير صحيفة النهار اللبنانية، في حديث لـCNN الاقتصادية ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي الذي استضافته دبي، إن التوجه إلى البودكاست من خلال تجربتها، هو طريق لتوثيق حياة الأشخاص المؤثرين على الصعيد العالمي، وجعلهم يتحدثون بحرية أوسع عن المصاعب والنجاحات على حد سواء، التي جعلت منهم أشخاصاً بارزين في المجتمع.
وأضافت أن التوجه الرقمي عموماً الذي تحاول «النهار» سلوكه، يشكّل نوعاً من الدعم المادي للصحافة التقليدية بلا شك، لكن من جهة أخرى على متابعي المنصات الإخبارية في العالم العربي تفهّم فكرة الدفع مقابل المحتوى، التي تتبعها غالبية المواقع الغربية.
وأضافت أن وراء هذه المواقع كوادر من الصحفيين والمنتجين والكتاب، بلا شك يعتبرون الصحافة رسالة، لكنها في نهاية الأمر وظيفة يعتمدون عليها لتأمين حياتهم اليومية، وبالتالي لا يمكن تقديم الأخبار والتحليلات الصحفية بشكل مجاني.
أمّا باسل الزارو، وهو بودكاستر وممثل ومقدم برامج، فقد قال في حديثه لـCNN الاقتصادية إن التوجه نحو البودكاست -الذي كان بالنسبة له صدفة- جعله يكتشف مع الوقت أنه أيضاً مصدر جيد للدخل، خصوصاً بعد انتشاره وجذبه لإعلانات الشركات ورواد الأعمال المستعدين للدفع مقابل الترويج لمنتجاتهم وأفكارهم.
كذلك لفت إلى أن المبالغ التي يتقاضاها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، تتفاوت بحسب البلدان التي تأتي منها المشاهدات من جهة، وأيضاً بحسب عدد هذه المشاهدات.
الذكاء الاصطناعي لاعب رئيسي
ما بين المرئي والمسموع، علينا الاعتراف بأن البودكاست بات بلا أدنى شك، مساحة واسعة للتعبير ولنشر الثقافة بين الناس.. هذا مع الإشارة إلى أنه في كثير من الأحيان، أصبح وظيفة بحد ذاته تشكّل مصدر دخل للكثيرين.
وكما دخل الذكاء الاصطناعي إلى مختلف القطاعات، فقد شكّل أيضاً جزءاً مهما من منصات البودكاست، التي اتجه الكثيرون فيها للاستعانة بأسئلة «تشات جي بي تي» لمحاورة ضيوفهم، وهو ما فعلته نايلة تويني، مفيدة بأن ركب مسار التطور التكنولوجي أساسي وضروري لمستقبل الصحافة.
من جهة أخرى، لم توافق على أن الذكاء الاصطناعي قد يتمكن من الحلول بشكلٍ كامل مكان البشر، وذلك لعدم امتلاكه المشاعر والعواطف التي تشكّل جزءاّ أساسياّ من الحوار مع أي ضيف وكذلك لا يمكنه الحلول مكان شخصية الكاتب التي يتخذها لنفسه والابتكار بأسلوبه نفسه.
منصات البودكاست.. بالأرقام
تضاعفت شعبية منصات البودكاست خصوصاً بعد انتشار جائحة كورونا، وهي مستمرة بنموها اليوم بحيث من المتوقع أن يتجاوز حجم السوق 17.5 مليار دولار بحلول 2030.
وتشير بيانات موقع «باكلينكو» إلى وجود أكثر من 464 مليون مستمع حول العالم حتى 2024، يقضون نحو 7 ساعات أسبوعياً على منصات البودكاست.
وأضافت البيانات أن الحلقات التي تتراوح مدتها بين 20 و40 دقيقة، تحتل المرتبة الأولى بين الفئات الأكثر استماعاً، فيما تكون ذروة الاستماع عند ساعات الصباح الأولى، وهي تأتي في الدرجة الأولى من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.