عنون الإنتاج المحلي للذكاء الاصطناعي من دول الجنوب وإليها خطاب وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي د. سلطان الجابر الموجه إلى الدفعة الجديدة من الخريجين، داعياً إياهم إلى النهوض بالإنتاج الذكي المحلي في الإمارات التي تشكل مركزاً ناشئاً ومهماً للابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال الاحتفال بدفعة تخريج عام 2024 المتخصصة بالذكاء الاصطناعي من الجامعة بحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

وأكَّد ولي عهد أبوظبي أن قيادة الإمارات حريصة على مواكبة متطلبات المستقبل، والإسهام في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية للبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء منظومة متكاملة لتوظيف هذه التكنولوجيا الرائدة في مختلف المجالات الحيوية، بما يتماشى مع أهداف ورؤية استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.

عصر التحولات

وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي إن النظام البيئي المتكامل للذكاء الاصطناعي الذي سعت الدولة إلى تحقيقه يشكل أرضية خصبة لخلق ثقافة ابتكارية فريدة تنتج من دول الجنوب وإليها، مشبهاً الإمارات بـ«سيليكون فالي» المنطقة التي ستطلق بواسطة المواهب الشابة نماذج وحلولاً تستفيد منها البشرية جمعاء.

وأكد الجابر أن الوصول إلى أهداف الاستدامة واستكمال اتفاق الإمارات التاريخي لا يتحققان إلا من خلال الذكاء الاصطناعي مشيراً إلى إنجازات عديدة تحققت في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وصناعة المحتوى والعلوم .

وشدد الجابر أنه بفضل الذكاء الاصطناعي نجحت شركة أبوظبي للنفط أدنوك وشركة «إيه آي كيو» في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن في عام واحد مع استخدام التحليلات التنبؤية والصيانة التنبؤية.

ولفت الوزير الإماراتي انتباه الجيل الصاعد إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية والأخلاقيات المطلوبة لتوظيف مثالي للذكاء الاصطناعي الذي اعتبره المحرك الرئيسي للنمو وزيادة الإنتاجية بهدف الوصول بالبشرية إلى عالم «أذكى وأنظف وأغنى».

وعلى السياق نفسه قال رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إريك زينغ إن الفرصة متاحة أمام الخريجين اليوم لتوظيف ا لذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية ضمن أسمى المعايير الأخلاقية.

من جانبه أوضح نائب رئيس الشؤون العامة وعلاقة الخريجين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي سلطان الحجي أن بين 80 و85 في المئة من الخريجين توظفوا في شركات كبرى، مثل أدنوك والقابضة ADQ وغوغل وأمازون، معقباً «هذه العقول ستجذب عقولاً أخرى، وهي رافد أساسي في الاقتصاد الوطني».

الذكاء في السيادة

دفعت حالة التشرذم التي تعيشها الدول إلى تطوير مفهوم الذكاء الاصطناعي السيادي التي تعزز من مكانتها وقوتها الناعمة، وتعمل الإمارات من خلال توظيف الاستثمارات والشراكات الأجنبية على تطوير هذا المفهوم من خلال بنية تحتية متكاملة وتحالفات دولية تحفز سيادة وديمقراطية الوصول إلى حلول الذكاء الاصطناعي وباللغة العربية.

وقال عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تيموثي بالدوين لـCNN الاقتصادية إن الجامعة عملت على تصميم وتطوير النماذج بشكل عام لتطبق في السيناريوهات التي يكون الوصول فيها إلى البيانات وقدرات الحوسبة ومصادر الطاقة محدوداً، وبهذه الطريقة فإنه يمكن إتاحة النماذج اللغوية الكبيرة أمام المؤسسات ومجموعات الأفراد ممن يفتقرون إلى مثل هذه الحلول.

كما تسهم النماذج الجديدة في توفير الذكاء الاصطناعي في مناطق أوسع من العالم، وتقليل العوائق التي تحول دون اعتماد الذكاء الاصطناعي في المناطق التي تعاني نقص الخدمات تقليدياً.

وقال الحجي إن الجامعة تعتبر اليوم من أهم الجامعات لإنتاج الأبحاث العلمية في العالم وإن 600 ورقة بحثية علمية أصدرت العام الماضي.

وتنشط الإمارات في عقد تحالفات دولية مع منظمات عالمية بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي لتتواءم نماذج المصادر المفتوحة مع المعايير الدولية التي تمنح هذه النماذج قوة من ناحية «قيمة وأهمية الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر وتسهيل الوصول إليها باللغة العربية التي تعاني من نقص التمثيل في مجال الذكاء الاصطناعي» وفقاً لتيموثي بالدوين.