يعود يوم اللاجئ العالمي إلى الواجهة مع بروز رقم صادم لأعداد الذين يتذوقون مرارة هذا الواقع، فقد عرضت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أرقاماً صادمة عن وضع اللجوء في العالم، وقالت إنه بحلول مايو أيار 2024، ارتفع إجمالي عدد النازحين قسراً إلى 120 مليون شخص.
ومع استمرار الحرب في غزة والحرب في السودان إلى جانب تداعيات الحروب والصراعات التي خلفت ملايين اللاجئين في المنطقة العربية، تسود الضبابية والغموض مستقبل أجيال تنشأ في ظروف مأساوية.
وقال «أبو أحمد» -لاجئ سوري مقيم في لبنان- فضل عدم الكشف عن هويته في حديث مع CNN الاقتصادية إنه لا يزال يعيش مع زوجته وأولاده الأربعة في خيمة حجمها أربعة أمتار في أربعة أمتار منذ انتقاله إلى لبنان قبل 11 عاماً.
وتابع أبو أحمد أن العائلة ذاقت الفقر والعوز وينتظرها مستقبل مجهول، مشيراً إلى أنه يعيش حالة من الضعف أمام أولاده بسبب عجزه عن تأمين أبسط احتياجاتهم من المأكل والملبس والدراسة.
ارتفاع أعداد اللاجئين حول العالم مع استمرار الأزمات
وقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قبيل يوم اللاجئ العالمي الذي يوافق 20 يونيو حزيران عن الأرقام الجديدة مشيدة بقوة وشجاعة اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
وقد ارتفع عدد اللاجئين حول العالم بنسبة 8 في المئة عن العام 2023، كما يمثل أعلى مستوى على الإطلاق منذ أن بدأت المنظمة بتسجيل بياناتها، ويشكل الأطفال نحو 40 في المئة من جميع هؤلاء اللاجئين قسراً، بحسب المفوضية.
وتعني هذه الأرقام -بحسب الأمم المتحدة- أنه في كل دقيقة يضطر 20 شخصاً على الأقل إلى ترك كل شيء وراءهم هرباً من الصراع أو الاضطهاد أو الإرهاب.
شح في التمويل ومستقبل مجهول
ومع استمرار الحروب والصراعات في المنطقة العربية، يؤكد المسؤول الإعلامي لمفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي خالد كبّارة في مقابلة مع CNN الاقتصادية أن شح التمويل الذي تعاني منه المنظمات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية مع استمرار الحروب والنزاعات التي تخلّف أعداداً جديدة من اللاجئين.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذَّر في مارس 2024 أن تمويله ينضب في هذه المرحلة المأساوية، داعياً إلى سرعة التحرك لمساعدة اللاجئين الذين خلفتهم الحرب السودانية، مشيراً إلى خفض عمليات ترك «الجياع على مقربة من المجاعة».