تتوقع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تزدهر إصدارات الصكوك خلال الربع الرابع من 2024 وحتى الربع الأول من 2025 مدفوعة بإقبال دول الخليج عليها.

وقال الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة فيتش، بشار الناطور لـ CNN الاقتصادية، إن النصف الأول من العام الحالي وخاصة الربع الأول شهد زخماً قوياً من الإصدارات من عدة مصادر سواء من البنوك أو الدول، وكان متبوعاً بشهية كبيرة من المستثمرين.

والصكوك هي أوراق مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية ولا بد من أن تكون مرتبطة بأصول إذ تعطي لحاملها حصة في مشروع أو في استثمار معين.

ووفقاً لبيانات فيتش فإن الصكوك العالمية المستحقة ارتفعت بنسبة 10.2 في المئة على أساس سنوي إلى نحو 888 مليار دولار في نهاية النصف الأول من عام 2024.

بينما تشير بيانات ستاندرد آند بورز إلى أن إصدارات الصكوك العالمية ارتفعت خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 0.65 في المئة لتصل إلى 91.9 مليار دولار، مقابل 91.3 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

ويتوقع الناطور أن تتباطأ إصدارات الصكوك خلال الربع الثالث من العام الحالي، مشيراً إلى أن التباطؤ أمر عادي في هذه الفترة من العام، إذ تهدأ الأنشطة الاقتصادية خلال فترة الصيف بمنطقة الخليج وهي المحرك الرئيسي لسوق الصكوك في العالم.

دول الخليج تشهد زخماً في إصدارات الصكوك

تشهد الدول الخليجية زخماً كبيراً في إصدارات الصكوك خلال الفترة الحالية، تقودها السعودية والإمارات.

وقال الناطور إنه منذ عام 2017 هناك توجه في دول الخليج لإصدار الدين بشكل عام لتنويع مصادر التمويل وتطوير أسواق الدين.

وأوضح أن منطقة الخليج لديها ميزة كبيرة إذ يرتكز بها المستثمرون الإسلاميون، فنحو 50 في المئة من النظام المصرفي في الكويت إسلامي، و84 في المئة من تمويل البنوك في السعودية إسلامي، بينما نحو 28 في المئة من التمويل والنظام المصرفي في الإمارات وقطر إسلامي.

وخلال العام الحالي توسعت دول الخليج في إصدار الصكوك، وأرجع الناطور هذا التوسع إلى أن بعض دول الخليج تريد تنويع مصادر تمويلها بعيداً عن النفط، فيما تريد دول أخرى تمويل عجز موازنتها عبر إصدار أدوات دين وضمنها الصكوك.

وأضاف أن بعض الدول أو الشركات والبنوك عليها استحقاقات من الصكوك لذا تريد إعادة تمويلها وهو ما دعم سوق الصكوك في المنطقة.

هل يستمر الزخم في إصدار الصكوك؟

منذ نحو عقد من الزمان وإصدارات الصكوك في حالة نمو سواء في دول الخليج أو بعض الدول الإسلامية الأخرى.

وقال الناطور إن النمو سيستمر على المدى القصير والمتوسط لأنها جزء أصيل من سياسة تنويع مصادر التمويل بدول الخليج والدول الإسلامية الأخرى، فضلاً عن وجود إقبال من المستثمرين على مثل هذه الإصدارات.

وقد يواجه سوق التمويل الإسلامي بعض التحديات خلال الفترة المقبلة، تتعلق بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة، بحسب الناطور.

ويضيف أن التحديات تشمل أيضاً وجود تغيرات في سوق التمويل الإسلامي قد تؤدي إلى ضعف شهية المستثمرين، فضلاً عن أن أسعار الفائدة في الأسواق الناشئة لا تزال مرتفعة، ما قد يؤثر على الإصدارات.

وبحسب الناطور فإن الصكوك لا تعمل بمعزل عن العوامل المحيطة بها، وإن كانت لم تشهد أي تأثير خلال النصف الأول من العام الحالي.