مع ازدياد التخوفات من توسع رقعة الصراع في لبنان إلى حرب شاملة، تتوجه الأنظار إلى مطار بيروت الدولي الذي يعتبر المحطة الأولى للاستهداف الإسرائيلي، وتتصاعد وتيرة التوترات بين إسرائيل وحزب الله عقب هجوم هضبة الجولان بينما أكد وزير الاقتصاد اللبناني أن اقتصاد لبنان رهينة الأيام أو الساعات المقبلة.
ويقول أمين سلام وزير الاقتصاد اللبناني في مقابلة مع CNN الاقتصادية إن 50 في المئة من كل القطاعات اللبنانية شهدت تراجعاً مقارنة بعام 2023.
وتابع سلام قائلاً إنه في حال توسع نطاق الصراع، لبنان سيعود إلى العصر الحجري.
تهديد المطار يودي بالموسم السياحي
وتتصاعد التوترات في أحد الأشهر الأكثر استقطاباً للسياح في لبنان، وبحسب سلام فإن البلاد شهدت حملة إلغاءات للسياح الذين كان من المفترض أن يتوجهوا إلى لبنان بينما تزداد التخوفات من أن يحمل الرد الإسرائيلي المتوقع من قبل حزب الله اللبناني تصعيداً عسكرياً واسع النطاق بين الجانبين.
وكانت شركات طيران كبرى قد ألغت رحلاتها إلى لبنان نتيجة التهديدات علماً أن مطار رفيق الحريري الدولي هو المنفذ الجوي الوحيد للبلاد، وسبق أن استُهدف خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد (1975- 1989)، وفي حروب سابقة مع إسرائيل، كان آخرها حرب تموز 2006 (يشار إليها في تل أبيب حرب لبنان الثانية) بين «حزب الله» وإسرائيل.
لبنان يحارب أزمات متعددة
لا يزال لبنان حتى الساعة يلملم جراح الأزمة الاقتصادية والمالية والمصرفية، التي أصابته منذ نهاية عام 2019، والتي تسببت بفقدان الليرة اللبنانية لأكثر من 90 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي، كما أن بيروت لا تملك في الوقت الراهن أياً من مقومات الصمود، التي تتيح لها تحمل التداعيات الكارثية لحرب واسعة النطاق.
ووفقاً لرويترز، فقد نجم هذا الانهيار الاقتصادي عن ارتفاع معدلات الإنفاق على مدى عقود، وهو ما أدى إلى تراجع سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي وتجميد مدخرات المواطنين في المصارف، وشهد لبنان إثر ذلك أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية التي وضعت أوزارها عام 1990، وانخفضت قيمة إجمالي الناتج المحلي للبنان من 55 مليار دولار في 2018 إلى 31.7 مليار دولار في 2020، وفشلت الحكومة في تنفيذ الإصلاحات اللازمة للتعافي حتى الساعة.