16 في المئة زيادة في نسب إشغال الفنادق خلال فترة الألعاب الأولمبية باريس هو الرقم الذي أعلنته وزيرة الشركات والسياحة الفرنسية أوليفيا غريغوار، لكن هذا الرقم يؤخذ بحذر، إذ إن المردود الاقتصادي المباشر لتنظيم باريس للأولمبياد لا يذكر ويكاد يكون صفرياً أو أكثر قليلاً بحسب أستاذ الاقتصاد الفرنسي وخبير الاقتصاد الرياضي بالمعهد القومي للبحوث بباريس لوك أروندال.

قال أروندال في لقاء مع CNN الاقتصادية إن «تنظيم الألعاب الأولمبية لم يكن عملية مربحة بشكل كبير، فبحسب الدراسات الأخيرة تبلغ تكلفة تنظيم الألعاب الأولمبية نحو 10 مليارات يورو، لكن يجب الفصل بين الجزء الذي موّل من القطاع الخاص والجزء الذي تم ضخه من جانب الدولة والذي يقدر بـ4 مليارات يورو».

وأوضح الخبير الاقتصادي الفرنسي أن هذه المبالغ ستراجع لاحقاً وأن الفارق لن يكون كبيراً، معقباً أن «التأثير على الاقتصاد الفرنسي سيكون بالقدر نفسه أو أعلى قليلاً، أي بين 4 و5 مليارات يورو».

وأضاف أروندال أن الوصول إلى مكاسب صفرية أو شبه صفرية لم يكن مفاجئاً «كنا نعرف ذلك مسبقاً، فتنظيم المدن للألعاب الأولمبية لم يكن أبداً مربحاً على المدى القصير».

وأثبتت دراسات الأثر الاقتصادي لتنظيم الألعاب الأولمبية أن الحدث الرياضي الأكبر في العالم يشكل عامل طرد ويحض بعض السائحين على عدم زيارة المدن المضيفة والذهاب لمدن أخرى عوضاً عنها، وبالتالي فالسياح الرياضيون يزورون الدولة بدلاً من السياح المنتظرين في الظروف الطبيعية.

وقال الخبير في الاقتصاد الرياضي إن «تأثير السياحة ضئيل جداً في مدن تنظيم الأولمبياد، وبالنظر لأولمبياد لندن سنكتشف أن عدد السائحين في صيف عام 2012 كان أقل من أي صيف آخر».

ولكن بحسب دراسة أجراها المركز القومي للبحوث في فرنسا فإن لتنظيم الألعاب الأولمبية جانباً نفسياً يعمل على تحسين مزاج المواطنين، وهو ما سيسهم في الاقتصاد بنحو 1.8 مليار يورو، بحسب أروندال الذي يرى أنه «رقم لا يمكن غض البصر عنه، ومن الممكن زيادته نظراً إلى حالة الحماس التي انتشرت وتوهجت مع تنظيم الأولمبياد في باريس».

والعامل النفسي مهم ويراهن عليه الرئيس الفرنسي ماكرون الذي قال غداة ختام الألعاب الأولمبية إنه «يأمل أن تستمر الروح التي سادت في باريس في المستقبل».

وتستقبل باريس الألعاب البارالمبية التي تستمر 11 يوماً في الفترة ما بين 28 أغسطس آب و8 سبتمبر أيلول من العام الحالي.

نجحت فرنسا في تحطيم رقم قياسي في مبيعات بطاقات حضور مسابقات الأولمبياد، إذ باعت 8.6 مليون تذكرة وهو رقم لم يحقق مسبقاً والأقرب له مبيعات بطاقات دورة الألعاب الأولمبية في أطلنطا بالولايات المتحدة عام 1996 بمبيعات وصلت إلى 8.3 مليون بحسب إحصائيات موقع ستاتيستا.

وبالمقارنة بالألعاب الأولمبية التي نظمت في السنوات الماضية تعتبر فرنسا أن التكلفة قليلة إذ تكلفت أولمبياد طوكيو 15.5 مليار دولار، بينما تكلفت أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016 نحو 33 مليار دولار.