دعم انتعاش السياحة في مصر خلال النصف الأول من 2024، إيرادات وأرباح الشركات العقارات التي تمتلك مشروعات سياحية في مصر خلال الفترة نفسها.
وتظهر بيانات ونتائج أعمال الشركات الكبرى التي تمتلك مشروعات سياحية في مصر، تحقيقها أرباحاً قياسية مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، مستفيدة من زيادة عدد السياح إلى مصر وانخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار.
وسجّلت إيرادات السياحة في مصر أرقاماً قياسية خلال أول 6 أشهر من العام الجاري لتبلغ 6.6 مليار دولار، مقارنة بمبلغ 6.3 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023، بحسب بيانات وزارة السياحة المصرية.
واستقبلت مصر خلال الفترة نفسها أكثر من 7 ملايين سائح وهو ما يماثل تقريباً الرقم القياسي التاريخي الذي حققته السياحة في مصر في أعداد السائحين الوافدين خلال الفترة نفسها من عام 2023.
أرباح كبيرة لشركات القطاع السياحي في مصر
ودعمت الزيادات الكبيرة في إيرادات السياحة في مصر أرباح الشركات العقارية الكبرى التي تمتلك مشروعات سياحية.
وارتفعت إيرادات شركة أوراسكوم للتنمية المصرية، التي تمتلك منتجعات مدينة الجونة المصرية وفنادق بمنطقة طابا، من الفنادق بنسبة 118.2 في المئة لتصل إلى أوراسكوم للتنمية إلى 1.4 مليار جنيه.
وأظهرت الفنادق نمواً قوياً مدفوعاً بالمقام الأول بارتفاع متوسط أسعار الغرف المبيعة.
وعلى أساس ربع سنوي شهدت فنادق المجموعة أداءً قوياً على الرغم من الظروف المعاكسة، إذ ارتفع إجمالي الإيرادات بنسبة 42.5 في المئة ليصل إلى 1.2 مليار جنيه، ما دفع إجمالي الأرباح التشغيلية إلى 517.9 مليون جنيه بزيادة قدرها 24.9 في المئة مقارنة بالربع الثاني عام 2023.
قال الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة المصرية إن نسبة إشغالات الفنادق في المدينة بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي 68 في المئة، «وخلال الربع الثاني من العام الحالي ارتفعت النسبة في الفنادق مقارنة بالربع الأول الذي شهد انخفاضاً نتيجة اضطرابات البحر الأحمر».
وأضاف عامر لـ”CNN الاقتصادية” أنه «خلال الفترة الماضية لاحظنا زيادة السياحة الخليجية نتيجة وجود خطوط طيران مباشرة من السعودية إلى مدينة الغردقة، وهو ما دفعنا إلى تنمية تلك السياحة من خلال الخطة الترويجية للجونة، ولذلك نسعى لتدشين خطوط مباشرة بين الدول الخليجية والغردقة».
وحافظت الفنادق على مستويات إشغال جيدة وارتفاع أسعار الغرف المبيعة على الرغم من التحديات، ما أدى إلى نتائج مالية قوية.
واستفادت مجموعة طلعت مصطفى القابضة المصرية من انتعاش السياحة في مصر، إذ حقق القطاع الفندقي إيرادات تشغيل بلغت 5.15 مليار جنيه خلال النصف الأول من 2024 مقارنة بمبلغ 1.84 مليار جنيه خلال الفترة نفسها العام السابق بنسبة نمو 180 في المئة.
وأرجعت الشركة الزيادة بصورة رئيسية نتيجة دمج نتائج أعمال شركة ليجاسي للفنادق والمشروعات السياحية المالكة للفنادق التاريخية المحققة خلال الفترة ضمن نتائج أعمال القطاع الفندق هذا العام.
وفي مارس آذار الماضي انتهت شركة طلعت مصطفى من إجراءات الاستحواذ كافة على حصة الأغلبية في شركة ليجاسي المالكة عدد سبعة فنادق تاريخية مملوكة للحكومة المصرية.
وتشمل محفظة ليجاسي سبعة فنادق هي فندق «ماريوت القاهرة عمر الخيام»، وفندق «ماريوت مينا هاوس القاهرة»، وفندق «ونتر بالاس الأقصر»، وفندق «أولد كتركت أسوان»، وفندق «شتايجنبرجر سيسل الإسكندرية»، وفندق «شتايجنبرجر التحرير القاهرة»، ومنتجع «موفنبيك أسوان».
وسجّلت إيرادات الفنادق والضيافة لشركة إعمار مصر للتنمية قفزة كبيرة خلال النصف الأول من 2024 لتبلغ 297.4 مليون جنيه في النصف الأول مقابل 135.3 مليون جنيه في الفترة نفسها خلال 2023.
كما ارتفعت الإيرادات في الربع الثاني من 2024 مسجّلة 213 مليون جنيه مقابل 105.4 مليون جنيه في الفترة نفسها خلال 2023.
وارتفعت إيرادات شركة مصر للفنادق، التي تمتلك عدة فنادق كبرى في مصر، بنسبة 47.3 في المئة خلال العام المالي المنتهي في يونيو حزيران 2024 مسجّلة 1.43 مليار جنيه، وفقاً لتقرير لمجلس الإدارة.
وقالت الشركة إن نسبة إشغالات الفنادق بلغت في المتوسط 74 في المئة خلال العام المالي الماضي، وحققت الفنادق إيرادات إجمالية بلغت 1.316 مليار جنيه.
توقعات باستمرار انتعاش إيرادات الفنادق
وقال محمود جاد، رئيس البحوث في شركة العربي الإفريقي لتداول الأوراق المالية محمود جاد، لـ”CNN الاقتصادية”، إن تحسن قطاع السياحة في مصر يفيد بشكل عام شركات القطاع بالكامل.
وأضاف أن قطاع السياحة في مصر استفاد من خفض الجنيه الذي أقرته مصر في مارس آذار الماضي، إذ أصبحت وجهة سياحية أرخص، وهو ما تُرجِم في انتعاش السياحة.
وفي مارس آذار الماضي خفّضت مصر سعر صرف الجنيه، ما أدّى إلى انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار في البنوك متخطياً حاجز 48 جنيهاً.
وبحسب جاد فإن شركة مثل أوراسكوم للتنمية نسبة الإشغال ارتفعت خلال النصف الأول من العام، بجانب أن أسعار الغرف الفندقية ارتفعت بسبب تعويم الجنيه.
واستفادت شركة طلعت مصطفى من دمج صفقة الفنادق التاريخية إلى ميزانيتها، ما دعم إيرادات المجموعة، بحسب جاد.
وتوقع جاد استمرار انتعاش السياحة في مصر بفضل انخفاض العملة، ما سينعكس إيجاباً على أداء الشركات العاملة في قطاع السياحة في مصر.