قطع الغيار هي الكنز الخفي للشركات وفي ظل التحديات والضغوطات التي تواجهها سلاسل التوريد فإن الحصول على قطع الغيار أصبح أكثر تعقيداً وتكلفة ويكبد الشركات خسائر كبيرة جراء استيراد هذه القطع من جهة أو تخزينها من جهة أخرى.
تصل قيمة سوق قطع الغيار في قطاع النفط العالمي إلى 91 مليار دولار يستحوذ الشرق الأوسط منها على ما قيمته 32 مليار دولار.
وقال الرئيس التنفيذي لإيمنسا المتخصصة في الطباعة الثلاثية الأبعاد، فهمي الشوا لـCNN الاقتصادية إن تكلفة تخزين وإدارة مخزون قطع الغيار تعد عالية بالنسبة للشركات خاصة تلك العاملة في القطاعات الحساسة والحيوية كالطاقة والمياه والكهرباء، إذ تقدر قيمة الخسائر غير الضرورية في قطاع النفط فقط بنحو 30 مليار دولار سنوياً.
وشرح الشوا أن رقمنة المخزون والإنتاج عند الطلب تساعد الشركات في تقليص التكلفة ما بين 20 و30 في المئة، كاشفاً أن 80 في المئة من تصنيع قطع الغيار خلال العقد المقبل ستكون عبر تقنيات الطباعة الثلاثية.
وذلك بعد «إثبات هذ الصناعة قدرتها ومرونتها للاستجابة السريعة للأزمات -كما حصل خلال جائحة كورونا- وفعاليتها للحد من ضغوطات سلاسل التوريد عبر تطوير إمدادات محلية ومستقلة».
بيئة متكاملة
وأضاف الشوا أن من شأن هذه الطباعة تمكين الصناعات المحلية وتعزيز جدواها الاقتصادية، كونها محركاً أساسياً «للنهوض بالقطاع الصناعي خاصة في الدول التي تعاني من ضعف اقتصاد الحجم واليد العاملة».
ووصلت قيمة الاستثمارات في إيمنسا -التي تستحوذ اليوم على ما نسبته 70 إلى 80 في المئة من السوق العالمية لقطع الغيار الخاصة بقطاع الطاقة- نحو 30 مليون دولار من قبل 15 مستثمراً غالبيتهم من صناديق رأس المال المغامر والمستثمرين المقنعين بضرورة الاستثمار في الصناعة المحلية بهدف تنويع الاقتصاد.
وكشف الشوا أن الشركة تعتزم التوسع قريباً في الأسواق القريبة مثل السعودية ومصر ونيجيريا وإفريقيا مع التخطيط لزيادة حضورها في القارة الأميركية خاصة في كندا وأميركا بحلول السنة المقبلة.
وقال الشوا إن وجود الشركة في المكان والتوقيت المناسبين ساعد في تحقيق هذه النتائج، معرباً أن سوق الطباعة الثلاثية الأبعاد لا تزال من الصناعات الناشئة.
وتطلع الشركة اليوم بعد إطلاقها الأخير نظام رقمنة مخزون قطع الغيار بالتعاون مع DNV Det Norske Veritas لوضع أول نموذج إرشادي للتخزين الرقمي لقطع الغيار في قطاع الطاقة وسوف تطلق خلال 6 شهور تقنيات الكمبيوتر المرئية Computer vision لتصنيف القطعة وفق الصورة.
وصنعت الشركة لغاية اليوم نحو 100 ألف قطعة مع مخزون رقمي مجمع يصل إلى 30 ألف قطعة وهي تتطلع إلى توسعة مكتبتها الرقمية لتطال نحو مليون قطعة غيار مع نهاية العام المقبل.
الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية
يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على زيادة الإنتاجية واستطاعت إيمانسا من خلال تبني هذه الحلول في الهندسات العكسية من تقليص سرعة هذه الهندسات من 10 و12 ساعة للقطعة الواحدة الى أقل من 45 دقيقة للقطعة، الأمر الذي اعتبره الشوا رقماً قياساً يزيد من فعالية وأداء عملية التصنيع.
وشدد الشوا على أن القيم المضافة لا تأتي من المكائن بل من المواهب والمهندسين الذي يتولون برمجة الآلات، معرباً عن فخر واعتزاز بالمواهب العربية التي تحرص الشركة على توفير فرص التوظيف لهم.
وحول التخوفات من حقوق الملكية الفكرية ركز الشوا على أخلاقيات الشركة في إدارة حقوق الملكية الفكرية، موضحاً أن الشركة تقوم بعمليات بحث Free to Operate عن حقوق الملكية قبل طباعة أي منتج وأن إيمانسا لديها شراكات وأعمال مع عدة مصنعي المعدات الأصلية.
وأوضح الشوا أن كل إجراءات الأمن السيبراني يتعامل معها بجدية خاصة و«أننا نتعاطى مع قطاعات حساسة» وأن الشركة توفر تخزيناً آمناً للمعلومات على مراكز البيانات السحابية أو تلك التابعة لمزودي خدمات الاتصالات في الدول المعنية إلى جانب التخزين المحلي على الوحدات الأساسية التابعة لعملاء الشركة تفادياً لأي عطل ينجم عن الإنترنت.