مع توسع الحرب في لبنان بعد عام من الصراعات على تماس جبهة حدودية مشتعلة بين حزب الله وإسرائيل بسبب حرب غزة، يؤكد عبدالله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الانمائي في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الناتج المحلي خسر 7.2 في المئة في عام 2024 فقط نتيجة توقف النشاط الاقتصادي موضحاً أن هذ الرقم لا يشمل الخسائر التي سببها الدمار.
ويتابع الدردري قائلاً إن تقديرات عدد المنازل التي دمرت كلياً أو جزئياً في لبنان 50 ألف منزل ونحو 2500 منشأة اقتصادية بين متجر ومصنع ومخزن وغيره فقط بحلول يوم 18 سبتمبر. وتتعرض ضاحية بيروت ومناطق جنوبية لقصف يومي منذ 28 سبتمبر وذلك في وقت يواجه فيه لبنان أصعب أزماته الاقتصادية منذ عام 2019 صنفها البنك الدولي واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، ويعاني لبنان من أزمة مصرفية خانقة حيث يمارس الكابيتال كونترول وتجميد حسابات المودعين في المصارف من دون مسوغ قانوني.
اقتصاد لبنان في مهب الريح
ويتوقع الدردري أن يتضاعف حجم الدمار حتى نهاية عام 2024 في حال لم يطبق حل سياسي ووقف فوري لإطلاق النار في لبنان، ويؤكد الدردري أن الأرقام المذكورة لا تشمل تأثير الدمار على خسارة أكبر في الناتج المحلي الإجمالي وخسارة القطاعات الزراعية والصناعية وغيرها بعد خسارة عشرات آلاف النازحين من المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية مصدر رزقهم، ويضيف الدردري أنه على المجتمع الدولي تحضير خطة للنهوض بالاقتصاد اللبناني للاستفادة من القدرات الصناعية الموجودة والإبداع.
سوريا تخسر 4.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب حرب لبنان
ويتابع الدردري قائلاً إن الناتج المحلي الإجمالي في سوريا خسر ما يقارب 4.8 في المئة في عام 2024 بسبب فقدان النشاط الاقتصادي بعد اندلاع الحرب في لبنان، ويشير الدردري إلى أن لبنان ممر رئيسي للمواد النفطية والغذائية إلى سوريا كما هو ممر رئيسي للقطع الأجنبي والاستيراد والتصدير، ويؤكد الدردري أن ذلك سينعكس بشكل سلبي على نسب التضخم التي ستشهد ارتفاعاً في الأيام والأسابيع المقبلة.
الاقتصاد الفلسطيني يخسر 34 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي
ويبقى الرقم الصادم هو الذي يعاني منه الاقتصاد الفلسطيني الذي خسر 34 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي المحلي في عام واحد، ويشير الدردري إلى أن إزاحة الركام والمواد السامة في غزة التي تبلغ 42 مليون طن يحتاج إلى مليار دولار، ويرجح الدردري أن الرقم الذي أفاد به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قبل أشهر بخسارة تلامس الـ50 مليار دولار في غزة من المرجح أن يكون شهد ارتفاعاً.