عاد مشروع «قطار الخليج» إلى الواجهة بعدما أعلن أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «غلوبال ريل» المنعقد بين 8 و10 أكتوبر الحالي في أبوظبي أن الدول الخليجية ماضية قدماً في هذا المشروع من خلال الإنجازات المحققة.
ومشروع قطار الخليج يعد الركيزة الأساسية لنقل السلع والركاب بين دول الخليج، وهو في مراحله الأولى مع آمال بربطه مع باقي دول الشرق الأوسط كالأردن والعراق، وهو الأمر الذي بات مطلباً عربياً.
وفي هذا السياق قال جاسم البديوي لـCNN الاقتصادية إن «الحلم العربي سيبدأ بخطوة خليجية فمن المتوقع أن ينتهي مشروع قطار الخليج في 2030 وأن الدول الخليجية سارية في استكمال ما عليها من التزامات لربط شبكات سكك الحديد في ما بينها»، الأمر الذي سيسرع عجلة التعاون ويحفز الجهود للمضي قدماً بمشروع قطار الخليج.
إنجازات المشروع المنتظر
يربط قطار الخليج بين دول الخليج من الكويت شمالاً إلى مسقط جنوباً وبحسب المخطط سيكون طول مسار القطار 2117 كم، ومن المتوقع أن تصل سرعة القطار في نقل الركاب إلى 220 كم في الساعة فيما ستتراوح سرعة نقل البضائع بين 80 و120 كم في الساعة.
اعترض مشروع «قطار الخليج» منذ الإعلان عنه في عام 2003 العديد من العقبات الجيوسياسية لكنه بدأ يشهد خطوات جدية نحو تنفيذه على أرض الواقع وفق تحليل قامت به أورو سكوب الشرق الأوسط خلال شهر يوليو الماضي الذي رصد اهتمام دول الخليج من أي وقت مضى في تسريع الخطوات التنفيذية المرتبطة بالمشروع.
وتوافق وزراء النقل والمواصلات الخليجيون في هذا الشهر نفسه من العام الماضي على القواعد الإدارية والقانونية والمالية المنظمة لعمل الهيئة الخليجية لسكك الحديدية التي حددت كذلك التزامات الدول الأعضاء ومسؤولياتها.
وأضاف البديوي أن بعض دول الخليج حققت نسبة مهمة من التزاماتها الوطنية لا سيما الإمارات والسعودية، مضيفاً «كل دولة حققت إنجازاتها حسب تطلعاتها ومشاريعها الوطنية، فالإمارات أنجزت أكثر من 90 في المئة من الانتهاء من المشروع بشكل كامل، أما السعودية فأنجزت نحو 60 في المئة وعمان أنجزت المشروع الثنائي مع الإمارات، وبدأت كل من الكويت وقطر العمليات الورقية للإعداد للمناقصات والدراسات اللازمة».
ويعتبر مشروع السكك الحديدية بين الإمارات وعمان الذي يربط أبوظبي بميناء صحار في سلطنة عمان والذي دخل حيز التنفيذ أول مشروع عابر للحدود للسكك الحديدية في دول الخليج.
ووفق تحليل أرور سكوب الشرق الأوسط فإن قطر تمتلك شبكة حديثة للسكك الحديدية وبقي عليها ربط الشبكة القطرية بمدينة الدمام عبر منفذ سلوى.
والبحرين التي لا تزال في مرحلة التخطيط فمن المتوقع أن تربط شبكاتها الوطنية بالشبكتين القطرية والسعودية عبر الجسور البحرية.
أما الكويت فهي بصدد التخطيط لإنشاء شبكة حديثة للسكك الحديدية لتسهيل عملية الربط بين منفذ النويصيب من الجهة الكويتية ومنطقة الخفجي جنوباً من جهة السعودية، مع العلم أن الاتفاقية بين الجانبين السعودي والكويتي قد توافق عليها العام الماضي كما نص التحليل.
الفوائد المنتظرة
وأفاد البديوي بأن إنجاز هذا المشروع وإنشاء الربط الخليجي الطموح من شأنه التأثير الإيجابي على المجتمع والاقتصاد الخليجي والترابط الاجتماعي المتين.
ومن المتوقع أن يستخدم هذا القطار في عام 2030 نحو 6 ملايين راكب على أن يزيد في عام 2045 إلى 8 ملايين راكب، كما سيزيد هذا المشروع من قيمة التجارة البينية للسلع بـ200 مليون طن ليرتفع إلى 270 طناً في 2045، هذا إلى جانب الفوائد الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل والناتج القومي وخلق وظائف وتمكين التنافسية والرفع من قدرات الدول الخليجية وفق البديوي.
وتشير الأرقام إلى أن قيمة التجارة البينية بين دول الخليج وصلت إلى 107 مليارات دولار في 2023 وهو ما يوازي 9 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية لدول الخليج العربية.
ومع تزايد الاضطرابات الجيوسياسية في البحر الأحمر فإن قطار الخليج سيظهر كفاءته في تحقيق مرونة لسلاسل الإمداد بتكلفة أقل وسيسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية إلى جانب تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الخليجية.
ومن شأن هذا القطار إذا ما ربط بباقي دول المنطقة عبر الممرات الاقتصادية كالممر الهندي أو طريق التنمية العراقي تحقيق النمو الاستراتيجي للشرق الأوسط.