في ظل غياب الإحصاءات الدقيقة حول حجم الخسائر الاقتصادية في لبنان بعد توسع رقعة الحرب، وتحديداً بعد انهيار البنية التحتية في العديد من مناطقه الجنوبية وضاحية بيروت الجنوبية، يتوقع مارون كيروز، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، أن تكون مرحلة إعادة الإعمار هي الأكثر تحدياً في تاريخ البلاد، جاء ذلك في مقابلة خاصة مع (CNN الاقتصادية)، حيث أشار إلى أن خروج لبنان عن محيطه العربي قد يفاقم من تعقيدات هذه المرحلة.
وأكد كيروز أن لبنان الذي يعتمد بشكل رئيسي على السياحة والتحويلات المالية من الخارج قد خسر هذه الدعائم الاقتصادية، خاصة مع تصاعد الأزمة وغياب حلول واضحة في الأفق، وأضاف أن الصراع الراهن انعكس بشكل سلبي على اقتصاد الشرق الأوسط ككل، رغم أن ابتعاد دول الخليج عن الصراع ساعد في تخفيف الآثار السلبية على المنطقة بشكل عام.
مساعٍ دولية وعربية لإنقاذ ما تبقى من الاقتصاد
رغم الجهود العربية والدولية المكثفة لوقف إطلاق النار، والتي شملت زيارات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، فإن القصف الإسرائيلي على مناطق الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية لا يزال مستمراً، ومع تزايد عمليات النزوح وتفاقم الأزمة الإنسانية، تتوالى الأضرار على البنى التحتية، من شبكات المياه والكهرباء إلى المرافق الصحية والطرق.
وفي مقابلة مع (CNN الاقتصادية)، أوضح عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التقديرات الأولية تشير إلى خسارة لبنان 7.2% من ناتجه المحلي في عام 2024 وحده نتيجة توقف النشاط الاقتصادي، دون احتساب الخسائر الناجمة عن الدمار.
من جانبه، حذَّر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، في مقابلة مماثلة، من أن الصراع سيؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد بشكل كبير، خاصة في مناطق الجنوب والبقاع، حيث توقفت القوى العاملة عن الإنتاج تماماً، وأكد أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلى مليارات الدولارات، وفقاً لدراسة أولية أعدتها الوزارة.