يقع اليوم العالمي لشلل الأطفال سنوياً في الرابع والعشرين من أكتوبر، وهو الفيروس الذي لم يتمكن الطب من إيجاد أي علاج له، ويعيش مع المصاب طيلة حياته.

وفي حديث CNN الاقتصادية مع منظمة الصحة العالمية عن جهود الشرق الأوسط في القضاء على شلل الأطفال، يؤكد أوليفر روزنباور، الناطق باسم مبادرة منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، أن البلدان في الشرق الأوسط تشارك بشكل كبير في محاربة شلل الأطفال، ويضيف أن الإمارات شريك أساسي وضخم في منطقة الشرق الأوسط.

وتشير التقديرات -بحسب روزنباور- إلى أن هناك ما يزيد على 20 مليون شخص على قيد الحياة اليوم متأثرين بأعراض شلل الأطفال، مؤكداً أن العدوى ليست جديدة وأن هذا يشمل الأشخاص الذين أصيبوا قبل 80 عاماً أو أكثر وما زالوا يعيشون مع المرض.

وهذا المرض يصيب الأطفال ما دون الخمس سنوات ومن الممكن أن يعدي أي شخص مهما كان عمره.

كما يؤكد روزنباور أن الوقاية من المرض في المقام الأول أمر بالغ الأهمية من خلال التطعيم بما أنه مرض شديد العدوى ينتقل بسهولة مع تحركات السكان، مع العلم أن استئصال المرض قد يكلف ما يتراوح بين 40 و50 مليار دولار لاستئصاله في دول منخفضة الدخل.

استئصال المرض

وفي ما يتعلق بالبلدان في الشرق الأوسط التي تشارك بشكل كبير في علاج شلل الأطفال -بحسب روزنباور- يجري عمل هائل للقضاء على شلل الأطفال، مشيراً إلى أن شلل الأطفال البري المتوطن لا يوجد الآن إلا في عدد قليل من المقاطعات في باكستان وأفغانستان.

ويشير روزنباور إلى أن المرض شديد العدوى، وينتقل بسهولة مع تحركات السكان، وبالتالي فإن المناطق التي قضت بالفعل على المرض كثيراً ما تصاب من جديد، مثل الحالة التي نشهدها الآن في غزة… هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية القضاء على هذا المرض تماماً، وإلّا فإنه سيستمر في الانتشار دائماً على المستوى الدولي، مع العلم أن عدم القدرة على الحد من هذا المرض قد يؤدي إلى إصابة أكثر من 200 ألف حالة جديدة كل عام في غضون 10 سنوات.

في منتدى «بلوغ الميل الأخير» في عام 2023 الذي عقد تحت رعاية رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اجتمع عدد من قادة العالم لدعم تطوير أنظمة صحية مرنة.

وخلال ذلك الحدث، أعلن البنك الإسلامي للتنمية عن قرض بقيمة 100 مليون دولار لجهود القضاء على شلل الأطفال في باكستان، وذلك بعد أن جمعت 2.6 مليون دولار كتبرعات لصالح المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في عام 2019.

كما قامت الإمارات بتخصيص 337 مليون دولار لجهود القضاء على هذا الفيروس منذ عام 2011 وتوصيل 320 مليون جرعة من اللقاح عالمياً في عام 2023.

جائحة كوفيد أبطأت الجهود

أدى تأثير جائحة كوفيد-19 والفجوات في القدرات والأولويات المتنافسة المتعددة إلى تأخر التقديم للبلدان التي تمت الموافقة عليها بالفعل للتحول إلى IPV2، وعدد أقل من التطبيقات الجديدة لدعم IPV2 وIPV للحاق بالركب… ثلاثة وعشرون دولة لم تتقدم بعد بطلب للحصول على IPV2.

وبحلول عام 2019، كانت جميع البلدان المدعومة من التحالف العالمي للقاحات والتحصين قد أدخلت الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال المعطل (IPV1) في جداول التمنيع الروتينية الخاصة بها، حيث وصلت إلى معدل تغطية بلغ 81% في عام 2022.

ونفذت جميع البلدان، باستثناء ستة بلدان، أنشطة تطعيم استدراكية لمجموعات الولادة التي فاتتها خلال فترة قيود الإمدادات العالمية (2016-2019).

يتقدم التحول من جدول جرعة واحدة إلى جدول جرعتين (IPV2) منذ افتتاح نافذة دعم Gavi لـIPV2 في عام 2021؛ بحلول نهاية عام 2022، تحولت 34 دولة من أصل 63 دولة مؤهلة إلى جدول جرعتين.

ظهور المرض في غزة

وكانت الإمارات قد خصصت 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم في غزة التي ساعدت ما يقارب 560 ألف طفل، وكان المرض قد بدأ من جديد في القطاع في يوليو 2024 مع التلوث في مياه الصرف الصحي التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن وجود السكان نتيجة تدمير البنية التحتية ما يمثل كارثة صحية جديدة، وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن هناك دلائل تشير إلى وجود سلالة من «فيروس شلل الأطفال 2» بعد فحص عينات من الصرف الصحي في قطاع غزة آنذاك.