يتزايد الجدل حول تداخل الذكاء الاصطناعي في حياة البشر، حتى إن أحد أكبر المستثمرين في هذا المجال إيلون ماسك، قال قبل أيام إن الروبوتات الشبيه للإنسان والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، ستتجاوز البشر بحلول عام 2040.
وخلال السنوات الماضية تسارعت وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي في العالم، إذ بدأ يتداخل في استخدامات كثيرة بمناحي الحياة من الصناعة إلى الطب وحتى الخدمات المصرفية.
وتقول عائشة بن بشر، الخبيرة في التحول الرقمي العالمي والقائد الاستراتيجي في مبادرة المدن الذكية، إن تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر، يبدو تعبيراً مبالغاً فيه، لأنه موجود في الأساس لمساعدة البشر وتعزيز إمكانياتهم.
وأضاف لـCNN الاقتصادية على هامش مؤتمر CEO Women، الذي عُقد في القاهرة مؤخراً: «علينا الاستفادة من هذه الأداة المهمة على المستوى الشخصي أو المؤسسات، لأنه سيضيف إضافات كبيرة لو استخدم في مكانه الصحيح».
ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في المجالات العملية والاقتصادية وفي مجال الاستدامة والطاقة وتحلية المياه، لأنها تحديات تواجه البشر حالياً، بحسب عائشة بن بشر.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
يسجّل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الماضية، ووفقا لأبحاث بنك غولدمان ساكس، فإن الاستثمار العالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2025.
وتقول عائشة بن بشر إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مكلف جداً، فمثلاً نحن نحتاج إلى مراكز بيانات بحجم ملاعب كرة القدم، لذا فالاستثمارات تبلغ مليارات الدولارات لصالح الأنظمة التكنولوجية ومراكز البيانات.
وأضافت أنه من المهم التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لتسهيل هذه الاستثمارات، فالحكومات معنية بوضع الأطر التشريعية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما يسهم القطاع الخاص في البنية التحتية ويتعاون مع المؤسسات الأكاديمية.
فرص الدول العربية في التفوق بالذكاء الاصطناعي
وأمام الدول العربية فرصة كبيرة للدخول في غمار التطور الهائل للذكاء الاصطناعي، إذ سيمثّل إضافة جيدة لاقتصاد المنطقة، فضلاً عن أن المجال لا يزال مفتوحاً، حسب ما تقول الخبيرة في التحول الرقمي العالمي.
وتضيف: «نحن في الوطن وبالذات في مصر يمكن أن ينتجوا حلولاً مبنية على الذكاء الاصطناعي ويوفونها في شكل أدوات تساعد على التوظيف أو التعليم سواء للمؤسسات أو الدول الأخرى، مستفيدين من التفوق الواضح للمبرمجين المصريين».
ويمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 320 مليار دولار في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030، وفقاً لتقرير صادر حديثاً عن شركة PWC.
وبحسب التقرير، فإن الحكومات والشركات بدأت في جميع أنحاء الشرق الأوسط في إدراك التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.