في ظل تسارع وتيرة النمو والتحول الاقتصادي الذي يشهده الشرق الأوسط، يبرز دور السعودية والإمارات كوجهتين رئيسيتين للاستثمار العالمي، ولعلّ أبرز الأمثلة على هذا التوجه هو اهتمام المستثمرين العالميين بفضل الاستقرار السياسي، والشفافية، والبنية المصرفية القوية في المنطقة، لكن الأهم من كل ذلك هو النمو غير المسبوق الذي يجعل هذه المنطقة محط أنظار العديد من المستثمرين من مختلف القطاعات.
وقد تحدث كيفن أوليري، المستثمر المعروف ونجم برنامجSharkTank، إلىCNN الاقتصادية عن رؤيته لمستقبل الاستثمار في المنطقة، حيث أوضح أن ما يجذب المستثمرين اليوم هو النمو السريع الذي تعيشه المنطقة.
ويشير إلى أن السعودية، من خلال رؤية 2030، قد وضعت تفويضاً عالمياً لقيادة تحول اقتصادي يشمل قطاعات متعددة بعيداً عن الاعتماد على النفط، وهو ما يثير اهتمام المستثمرين من جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن هذا التحول يمثل فرصة غير مسبوقة، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لتحقيق رؤية 2030، والتي تسعى السعودية من خلالها إلى تعزيز مكانتها العالمية وجذب استثمارات في مجالات كالسياحة والترفيه والبنية التحتية الرقمية. وأكد أوليري أن «القيادة السعودية وضعت رؤية واضحة، والجميع يدرك تماماً ما يعنيه هذا التحول».
وفي حديثه عن الإمارات، أشار أوليري إلى أن أبوظبي قد أصبحت عاصمة رأس المال في المنطقة، حيث أصبحت تستقطب مستثمرين من جميع أنحاء العالم بفضل استقرارها السياسي والبيئة الاستثمارية الجاذبة. وقال: «ألتقي هناك بكل مستثمر في الأسهم الخاصة وكل مستثمر مؤسسي من جميع أنحاء العالم»، ويرى أن الإمارات، التي أنجزت تطوراً هائلاً خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 50 عاماً، باتت مركزاً حيوياً للاستثمارات الدولية.
كما تحدث أوليري عن التحولات التي تشهدها القطاعات العقارية والبنية التحتية الرقمية، وركز بشكل خاص على قطاع مراكز البيانات، وقال إن بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي أصبح من الأولويات الكبرى، حيث تستثمر الحكومات مليارات الدولارات لتطوير هذا القطاع واستغلال إمكاناته، وأوضح أن الطلب على مراكز البيانات في ارتفاع مستمر، مشيراً إلى أن هذا القطاع بات مجالاً استثمارياً جذاباً نظراً للدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي.
ويعتقد أوليري أن التطور في قطاع الترفيه في السعودية أيضاً سيجذب استثمارات إضافية، حيث إن النمو السريع في عدد السكان وزيادة السياح يخلقان حاجة ملحة للمرافق الترفيهية والخدمات، وقال إن «المنطقة بأسرها، الشرق الأوسط، تشهد مرحلة نمو كبيرة، ومعها تأتي فرص استثمارية استثنائية في مجالات متعددة».
ويختم حديثه بالتأكيد على أن مستقبل الاستثمار في المنطقة يبدو مشرقاً للغاية، وأن الفرص المتاحة تستقطب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم الذين يبحثون عن بيئات نمو قوية ومستدامة.