تحت شعار «أهلاً بكم في عاصمة رأس المال»، يعقد أسبوع أبوظبي المالي دورته الثالثة من 9 إلى 12 ديسمبر تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وتجمع العاصمة أبوظبي مجموعة من أبرز قادة القطاع المالي العالمي للتعمّق في مختلف العوامل التي تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة لرأس المال، وفق ما أفاد سالم الدرعي، الرئيس التنفيذي لسلطة أبوظبي العالمي ADGM المنظم للحدث في لقاء خاص مع CNN الاقتصادية.
تأتي هذه المبادرة بالشراكة مع «القابضة» (ADQ)، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وتبرز هذه الشراكة حجم الدعم الذي تحظى به مسيرة النمو المستمرة للقطاع المالي في أبوظبي، وتعزّز دورها في تحفيز الابتكار والريادة في القطاع المالي على المستوى العالمي، وبصفتها «الشريك الرئيسي» لفعاليات أسبوع أبوظبي المالي.
واعتبر الدرعي أن هذا الحدث هو الحدث الاقتصادي الرائد والأكثر تأثيراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال ويأتي تلبية لمتطلبات «اقتصاد الصقر» الذي يندرج ضمن خطط الإمارات في التنوع الاقتصادي والتحول نحو اقتصاد ذكي ومستدام من خلال التركيز على الابتكار، وتمكين طموحات الشباب واستقطاب الشركات العالمية، وبناء بنى تحتية خاصة في ظل التحولات العالمية المتسارعة نحو اقتصاد قائم على الابتكار والموارد غير التقليدية.
الحدث المؤثر
أثبت أسبوع أبوظبي المالي أنه منصة مثالية لقيادة التحولات، ودفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز الابتكار المالي لتحقيق الازدهار الاقتصادي.
وقال الدرعي إنه من المتوقع أن يستقطب الحدث أكثر من 20 ألفاً من رواد الأعمال وما يناهز 3500 من الرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجلس الإدارة ومستثمرين ومصرفيين من أكثر من 100 دولة، والذين يديرون مجتمعين أصولاً تفوق قيمتها الـ30 تريليون دولار.
وتندرج أهمية هذه النسخة 2024 تزامناً مع حدث جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1، وهي أحد أبرز سباقات بطولة العالم للفورمولا 1 والتي تعد تقليداً بارزاً يُقام على حلبة مرسى ياس منذ عام 2009.
وأفاد الدرعي بأن هذا التزامن يبرز الطبيعية الديناميكية لإمارة أبوظبي، ويسهم في تعزيز مكانتها العالمية.
فعاليات متنوعة وشاملة
ويعد أسبوع أبوظبي المالي أكثر من مجرد حدث اقتصادي، فهو منصة لوضع استراتيجيات طويلة المدى تعزز مكانة أبوظبي مركزاً مالياً عالمياً، وتسهم في بناء اقتصاد قائم على التنوع والابتكار.
ونوه الدرعي بأن الفعاليات ضمن أسبوع أبوظبي المالي تندرج ضمن 6 أحداث رئيسية من ضمنها أكثر من 60 فعالية رئيسية وفرعية وأكثر من 350 جلسة وحواراً.
وأبرزت هذه الفعاليات إلى جانب الافتتاح الرفيع المستوى منتدى أبوظبي الاقتصادي الذي ينظم نقاشات رفيعة المستوى حول المشهد المالي والآفاق الاقتصادية لاقتصاد الصقر ومؤتمر أبوظبي لإدارة الأصول الذي يركّز على الجوانب الاستثمارية المهمة.
ومؤتمر «ريزولف» لحل النزاعات الذي يركّز على تعزيز مرونة الأسواق المالية عبر تقديم حلول مبتكرة لإدارة النزاعات المالية في ظل الأزمات بوجود أبرز الجهات التنظيمية والقادة من القطاعات الحكومية والصناعية والتكنولوجية والأكاديمية، ويوم «فينتك أبوظبي» الذي يُعدّ أكبر تجمع للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يأتي هذا العام بنسخته الثامنة ليستعرض أحدث الابتكارات مثل المدفوعات الرقمية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على القطاع المصرفي.
ويختتم الأسبوع المالي فعاليته بمنتدى أبوظبي للتمويل المستدام الذي يقدّم نظرة عميقة على دور التمويل المستدام في تحقيق أهداف التنمية العالمية التي تلتزم بها إمارة أبوظبي مع إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز الشفافية في الحوكمة البيئية والاجتماعية، فضلاً عن قمة الأسواق الناشئة التي تناقش كيفية تعزيز التكامل الاقتصادي بين الأسواق الناشئة، مع استكشاف فرص الاستثمار المشترك بين أبوظبي والأسواق العالمية.
وسيشهد أسبوع أبوظبي المالي 2024 مجموعة من الفعاليات الجديدة، منها منتدى «يو بي إس للاستثمار»، وقمة الاستثمار الصينية- الإماراتية بالتعاون مع بنك «إتش إس بي سي»، وقمة التمويل الإسلامي، ومنتدى «سبيرز برايفيت ويلث»، ومؤتمر أسواق رأس المال في أبوظبي.
اقتصاد الصقر.. رؤية مبتكرة للأسواق المالية
اقتصاد الصقر هو مفهوم يعبّر عن قدرة الدول والمراكز المالية على تعزيز مرونتها واستدامتها الاقتصادية، من خلال الابتكار والتحول الرقمي والتنوع الاستثماري.. وفي هذا الإطار، يأتي أسبوع أبوظبي المالي ليقدّم حلولاً شاملة تدعم هذا التوجه.
وذلك من خلال تعزيز الاستثمار المستدام عبر مناقشات حول تمويل المشاريع الخضراء، وحوكمة الشركات بما يتماشى مع أهداف الاستدامة العالمية ودعم الابتكار المالي عبر تسليط الضوء على أدوات التكنولوجيا المالية (FinTech)، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين في القطاع المالي والتكيف مع التحولات العالمية: من خلال حوارات استراتيجية حول دور الأسواق الناشئة وأثر التغيرات الجيوسياسية على تدفقات رأس المال.
وكانت الإمارات قد سجلت نمواً على أساس سنوي بنسبة 35% في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة العام الماضي (30 مليار دولار)، واستحوذت على 45.4% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى الدول العربية وفق آخر بيانات وزارة الاقتصاد في الإمارات.
ورغم عدم توفر أرقام حول حجم الاستثمارات الأجنبي في سلطة أبوظبي العالمي، فإن هذه السوق شهدت نمواً لافتاً في حجم الأصول تحت الإدارة، ما يشير إلى زيادة ملحوظة في تدفقات الاستثمار الأجنبي.
ويوضح الدرعي أن حجم الأصول المدارة في سلطة أبوظبي العالمي ارتفعت بنسبة 215% في الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي، كما ارتفع عدد إجمالي الشركات العاملة ضمن الإطار التنظيمي في سلطة أبوظبي العالمي إلى 1251 شركة، واصفاً إياها بوتيرة نمو لافتة.
وارتفع عدد التراخيص الجديدة بنسبة 33% على أساس سنوي ليصل مجموعها إلى 759 ترخيصاً.