في حوار خاص مع (CNN الاقتصادية)، كشف عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي تعرضت لها دول المنطقة جراء النزاعات المستمرة، وأشار الدردري إلى أن لبنان تكبد خسائر فادحة في الناتج المحلي الإجمالي نتيجة الحرب الأخيرة مع إسرائيل، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الفلسطيني من تراجع هائل في مجالات الإعمار والتنمية، كما تناول التحديات الاقتصادية التي تواجه سوريا، مؤكداً الحاجة إلى دعم دولي عاجل لتحقيق الاستقرار والتنمية.
على صعيد لبنان، أشار عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب مع إسرائيل أدت إلى خسارة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى انخفاض 35% منذ عام 2019، كما أكد أن أكثر من 5000 بناية دمرت بالكامل جراء الصراع.
مصير عودة اللاجئين السوريين
في ظل هذه التحديات الإقليمية، تتزايد التساؤلات حول تكلفة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وفي حديث خاص مع (CNN الاقتصادية)، صرح سمير العيطة، رئيس منتدى الاقتصاديين العرب، بأن إعادة السوريين إلى وطنهم لا تتطلب مئات المليارات كما يروج في بعض التقارير، بل تحتاج إلى مساعدات سنوية تتراوح بين 5 و10 مليارات دولار لمدة 3 إلى 5 سنوات، لدعم عودتهم بشكل مستدام.
الاقتصاد السوري.. عجز تجاري
أوضح الدردري أن الميزان التجاري السوري يشهد تراجعاً كبيراً، حيث انخفض من 30 مليار دولار في 2010 إلى ما بين 6 و7 مليارات دولار حالياً، معتمداً جزئياً على التحويلات الخارجية لتعويض الخسائر.
من جهته، أكد العيطة أن عودة السوريين تعتمد على تنظيم واردات المعدات الأساسية واستثمارات استراتيجية في الموارد النفطية والزراعية، خاصة في شمال شرق سوريا، وأضاف أن إصلاح البنية التحتية، مثل الكهرباء والمياه، إلى جانب سياسات نقدية واقتصادية متوازنة، يعد ضرورياً لتحقيق التعافي.
لبنان خسر 10% من الناتج المحلي في 3 أشهر
وفي حديث عن الخسائر الاقتصادية في لبنان، أكّد الدردري أن آخر التقديرات تشير إلى أن الخسائر الناجمة عن الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب في لبنان تصل إلى 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بالإضافة إلى تراجع بنسبة 35 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي منذ عام 2019، كما أكّد الدردري أن أكثر من 5000 بناية دمرت بالكامل.
فلسطين تعود 69 عاماً إلى الوراء
وفيما يتعلق بفلسطين، أشار الدردري إلى أن النزاعات الأخيرة أعادت الناتج المحلي الإجمالي عقوداً إلى الوراء، حيث يتطلب التعافي مساعدات فنية وإنسانية وتنموية بقيمة 600 مليون دولار سنوياً حتى عام 2034، إضافة إلى تخفيف القيود المفروضة على العمال الفلسطينيين في إسرائيل لتحقيق نمو مستدام.
تواجه المنطقة أزمات اقتصادية عميقة نتيجة الحروب والنزاعات، من سوريا إلى لبنان وفلسطين، ومع تضارب الأرقام حول تكاليف إعادة الإعمار والتعافي، تبرز الحاجة إلى جهود دولية منسقة لدعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة.