أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنه يعتزم إلغاء الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ تدريجياً بعد نهاية موسم الأعاصير هذا العام، مقدماً بذلك أوضح جدول زمني حتى الآن لخطط إدارته طويلة الأجل لتفكيك وكالة الإغاثة من الكوارث، ونقل مسؤولية الاستجابة للكوارث والتعافي منها إلى الولايات. وقال ترامب للصحفيين خلال إحاطة إعلامية في المكتب البيضاوي «نريد تقليص دور الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، ونريد تقليص مسؤوليتها إلى مستوى الولايات»، وأضاف «يجب أن يكون الحاكم قادراً على التعامل مع الأمر، وبصراحة إذا لم يكن قادراً على التعامل مع عواقب الكوارث فربما لا يستحق منصب الحاكم».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتابع ترامب أن الحكومة الفيدرالية ستبدأ في توزيع مساعدات فيدرالية أقل للتعافي من الكوارث، وأن التمويل سيأتي مباشرة من مكتب الرئيس.
وتتوقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن يكون موسم الأعاصير هذا العام، الذي ينتهي رسمياً في 30 نوفمبر تشرين الثاني، شديداً للغاية وقد يكون مميتاً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لأشهر تعهد ترامب ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، التي تشرف وزارتها على الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، بإلغاء الوكالة، منتقدين إياها مراراً وتكراراً باعتبارها غير فعالة وغير ضرورية، وأكدت نويم هذه الخطط أمس الثلاثاء في المكتب البيضاوي، قائلةً إن الصورة الحالية للوكالة «بحاجة ماسة إلى الاختفاء».
قالت نويم «نعلم جميعاً أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ قد خذلت آلافاً، إن لم يكن ملايين من الناس، والرئيس ترامب لا يريد أن يستمر هذا الوضع في المستقبل».
وأضافت «بينما ندير موسم الأعاصير هذا، ونتأكد من أننا خططنا سابقاً وعملنا مع المناطق التي تتضرر عادةً، فإننا نعمل أيضاً على بناء اتفاقيات تواصل ومساعدة متبادلة بين الولايات للاستجابة للكوارث حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها مع تدخل الحكومة الفيدرالية في حالة الظروف الكارثية بالتمويل».
وترأس نويم بالاشتراك مع وزير الدفاع بيت هيجسيث مجلس مراجعة عمل الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، والذي أُنشئ في عهد ترامب، ومن المتوقع أن يقدم المجلس توصيات في الأشهر المقبلة لتقليص نطاق عمل الوكالة بشكل جذري وإصلاح عملياتها ومهمتها.
وأثارت خطط إلغاء الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ حيرة مديري الطوارئ على المستويين الفيدرالي والمحلي، الذين يشككون في قدرة الجهود المحلية على استبدال البنية التحتية القوية للوكالة في مجال الاستجابة للكوارث، وقالوا إن معظم الولايات لا تملك الميزانية أو الموظفين اللازمين للتعامل مع الكوارث بمفردها، حتى لو قدمت الحكومة الفيدرالية الدعم المالي.
وقال أحد قادة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ لشبكة CNN «هذا سوء فهم تام لدور الحكومة الفيدرالية في إدارة الطوارئ والاستجابة للكوارث والتعافي منها»، وأضاف «يتضح من تصريحات الرئيس أن خطتهم هي التعامل المحدود مع موسم الأعاصير الحالي ثم تفكيك الوكالة».
التدهور الحالي
دخلت الوكالة موسم الأعاصير بنقص في الموظفين وعدم استعداد كافٍ، بعد أشهر من الاضطرابات وتدهور الروح المعنوية وتخفيض القوى العاملة.
غادر ما لا يقل عن 10 في المئة من إجمالي موظفي الوكالة منذ يناير، بما في ذلك شريحة كبيرة من قياداتها العليا، ومن المتوقع أن تفقد الوكالة ما يقرب من 30 في المئة من قوتها العاملة بحلول نهاية العام، ما يؤدي إلى تقلص عدد موظفيها من نحو 26 ألفاً حالياً إلى قرابة 18 ألفاً.
وفي محاولة أخيرة لتعزيز التأهب للأعاصير، أعادت نويم فتح العديد من مرافق التدريب التابعة للوكالة، ومددت عقود آلاف الموظفين الذين ينتشرون أثناء الكوارث.
وفي الشهر الماضي عيّنت نويم ديفيد ريتشاردسون لقيادة الوكالة، وهو جندي سابق في البحرية ومدرب فنون قتالية، لا يملك أية خبرة في إدارة الكوارث الطبيعية، وفي الأسبوع الماضي، أفادت شبكة CNN بأن ريتشاردسون أبلغ موظفي الوكالة أن خطة مواجهة الكوارث لن تُنشر، مُشيراً إلى أن الوكالة لا تُريد استباق مجلس مراجعة الوكالة الذي أنشأه ترامب، وأنها ستُحاول العمل وفق خطة عام 2024.
ويبدو أن التواصل والتنسيق بين البيت الأبيض والوكالة في حالة انهيار، ففي العديد من الحالات الأخيرة وافق الرئيس على إعلان حالة الكوارث، لكن الأمر استغرق أياماً حتى تكتشف الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إعلان الرئيس، ما أدى إلى تأخير وصول المساعدات إلى المجتمعات المُتضررة.
وتبحث الإدارة الأميركية سُبل جعل شروط الحصول على المساعدة الفيدرالية أكثر صعوبة.
قال ترامب أمس الثلاثاء «لم تكن تجربة إدارة الطوارئ الفيدرالية ناجحةً تماماً، إنها مكلفة للغاية، ومن المفترض أن يصلح حكام الولايات كل الأزمات والكوارث».