كتبت- (آنا كوبان، CNN)

على الرغم من دخول الحظر الأوروبي حيز التنفيذ، فقد تراجعت أسعار عقود الديزل الآجلة بنسبة 1.6 في المئة يوم الاثنين، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة إجمالية 20 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين، في ظل تضاؤل الطلب في المنطقة، والجهود التي تبذلها الدول بهدف التخزين قبل الحظر.

وسيوفر انخفاض الأسعار بعضاً من الارتياح لملايين من سائقي الشاحنات والشركات في القارة، التي تعتمد بشكل كبير على الديزل، فنحو 96 في المئة من شاحنات النقل و91 في المئة من الشاحنات الصغيرة، و42 في المئة من السيارات الملاكي في الاتحاد الأوروبي تعمل بالوقود، وفقاً لاتحاد مصنعي السيارات الأوروبي.

وقال مدير البحوث في شركة «Wood Mackenzie» الاستشارية، مارك ويليامز، لشبكة «CNN» «كان من المتوقع أن تشح إمدادات الديزل في أوروبا مع بدء الحظر، إلا أن هذا لم يتحقق إلى الاَن».

يأتي منع الديزل بعد شهرين من فرض الاتحاد حظراً على واردات النفط الخام المنقولة بحراً من روسيا، كجزء من حزمة من العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وأظهرت بيانات من «Rystad Energy» أن الصادرات الروسية مثلت نحو 29 في المئة من إجمالي واردات المنطقة من الديزل العام الماضي.

واستعدت الدول للحظر الأخير من خلال تكثيف معدل استيراد الديزل الروسي خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع واردات أوروبا بنحو 19في المئة في الربع الأخير من عام 2022 مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق، وفقاً لناشر بيانات الطاقة «Vortexa».

وقال ويليامز: «يجب أن تكون هذه المخزونات بمثابة حاجز أمام الخسارة الفورية لواردات الديزل الروسية».

وبلغ متوسط تكلفة لتر الديزل في الاتحاد الأوروبي نحو 1.80 يورو (1.93 دولار) في 30 يناير كانون الثاني، مرتفعاً من 1.60 يورو (1.72 دولار) في الشهر ذاته من العام الماضي، وفقاً لبيانات صادرة عن المفوضية الأوروبية.

وقال كبير المحللين في «OilX» نيل كروسبي، لشبكة «CNN» إن استمرار ضعف الطلب في أوروبا ساعد على تعزيز حجم مخزوناتها من الغاز خلال الأشهر القليلة الماضية بدرجة كبيرة، وتابع: «ومع ذلك، قد يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى تشعر أوروبا بالآثار الكاملة للحظر، خاصةً مع بدء أوروبا في اللجوء لاستيراد المزيد من الديزل من موردين في أماكن أبعد جغرافياً، الأمر الذي سيؤدي بالتبعية إلى ارتفاع تكلفة الشحن.

وبدأ الاتحاد بالفعل في التوسع واستيراد كميات أكبر من واردات الديزل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط ومناطق مختلفة من آسيا، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الواردات لن تكون كافية «لتعويض خسارة النفط والديزل الروسي في أوروبا».

وتمكنت موسكو من إعادة توجيه كميات كبيرة من وقود الديزل إلى أسواق أخرى بديلة منذ يوليو تموز من العام الماضي، إذ ارتفعت الصادرات الروسية إلى تركيا وشمال إفريقيا بنسبة 154 في المئة بين نوفمبر تشربن الثاني ويناير كانون الثاني مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق، وفقاً لشركة «Rystad Energy».

وأشار كروسبي، إلى أن غالبية براميل الديزل الروسية ستتمكن من الوصول إلى الأسواق العالمية، وتابع، أن مقولة «الديزل الروسي سيجد صعوبة في العثور على منافذ جديدة» بدأت تفقد مصداقيتها.