أثار اتفاق دول في «أوبك+» المفاجئ على خفض جديد في الإنتاج يدخل حيز التنفيذ من مايو أيار تساؤلات في أوساط الخبراء ومراقبي السوق بشأن إمكانية أن يتحول مستقبلاً إلى اتفاق خفض رسمي.
وتوقع أنس الحجي، الخبير النفطي ومستشار التحرير في «منصة الطاقة»، في حديث لـ«CNN الاقتصادية»، أن تغلق أسعار النفط على تراجع هذا الأسبوع، مبرراً ارتفاعها مطلع الأسبوع بشراء المضاربين في العقود الآجلة لتعويض خسائر سابقة.
رجح الحجي أن يكون متوسط الأسعار عند 88 دولاراً للبرميل بالنسبة لخام برنت في نهاية 2023، متناقضاً بذلك مع توقعات عدد كبير من المحللين، وكذلك مع توقعات «غولدمان ساكس» الذي رجح وصوله إلى مستويات تقترب من 100 دولار للبرميل.
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف الجمعة بعد تراجعها الخميس، عقب أربع جلسات من المكاسب عقب قرار «أوبك+» بخفض الإنتاج بداية الأسبوع الجاري.
خفض الإنتاج قد يتحول إلى اتفاق رسمي
توقع الحجي في حديثه لـ«CNNالاقتصادية» أن يتحول التخفيض الطوعي للإنتاج إلى «اتفاق رسمي في اجتماع يونيو حزيران».
ولم يستبعد أن نشهد هذا العام المزيد من القرارات المفاجئة لمجموعة «أوبك+».
لكنه رفض الآراء التي تقول إن « أوبك+» تقوض مساعي لجم التضخم العالمي باعتبار أن قرارها الأخير يرفع أسعار النفط.
وقال «هذه الرؤية غير صحيحة، فمجموعة (أوبك+) تحاول خلق أرضية للأسعار، وهي على دراية جيدة بالمتغيرات في الطلب العالمي، خصوصاً لجهة نمو الاقتصاد الصيني».
وأضاف «هناك إشكالية كبيرة في هذا الأمر، فالبيانات الاقتصادية غير مشجعة، وانفتاح الصين لم يأتِ بالنتائج المتوقعة الإيجابية»، مضيفاً أن آثار النمو في الصين لن تظهر قبل النصف الثاني من العام، وتحديداً في الربع الأخير من 2023.
وتابع أن أوبك+ «مستعدة لأي قرار لمقابلة المعروض مع الطلب».
ماذا لو دخلنا في ركود اقتصادي؟
يرى الحجي أنه إذا حصل ركود اقتصادي قريباً، فإن «أوبك+» لديها «مرونة كافية للتأقلم مع الوضع وتخفيض الإنتاج بحيث لا تنخفض الأسعار تحت حد معين».
وأشار إلى أنه لو ارتفعت الأسعار بشكل كبير في الفترة المقبلة، ستتجه الولايات المتحدة -كما في السابق- لسحب إضافي من مخزوناتها، وهو ما قد يُحدث ضجة سياسية سيكون وراءها الجمهوريون الذين يرفضون عمليات السحب التي تقررها إدارة الرئيس جو بايدن.
وعلى صعيد الإمدادات، أكد الحجي أنها كافية لسد الطلب العالمي، خصوصاً وسط تدفق النفط الروسي بشكل شبه طبيعي إلى الأسواق، وإن لم يكن بشكل مباشر، بل من خلال الصين والهند اللتين تبيعان النفط الروسي، حسبما قال.
ورأى الحجي أن هجوم الإدارة الأميركية على أعضاء «أوبك+» هو أمر متكرر، «لكن الجديد اليوم هو اتهام (أوبك+) بأنها تتعاون في قراراتها مع روسيا وتلبي مصالحها».
واستبعد ارتفاع حدة التوتر بين الطرفين كما حصل في أكتوبر تشرين الأول الماضي، في ضوء عدم وجود انتخابات رئاسية قريبة في الولايات المتحدة.