تأسست منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك في 14 سبتمبر أيلول 1960 في بغداد -مقرها الرئيسي في فيينا منذ عام 1965- على يد الأعضاء الخمسة الأوائل (إيران و السعودية والعراق والكويت وفنزويلا)، وكان هدف المنظمة الجديدة كسر هيمنة «الأخوات السبع» وهي مجموعة من الشركات الأميركية والبريطانية تحكمت في سوق النفط منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى سبعينيات القرن الماضي.

ولمعرفة مدى سيطرة الأخوات السبع، وهي «شيفرون» و«موبيل» و«تكساكو» و«جولف أويل» و«بريتش بيتروليوم» و«رويال داتش شل» و«إيسو»، على عالم النفط يكفي القول إنهن امتلكن نحو 95 في المئة من احتياطي النفط، و90 في المئة من إنتاج البترول، و74 في المئة من مبيعات البترول حول العالم.

وكانت الأخوات السبع تتصرف بالإنتاج والتسويق وتحديد مستوى الأسعار حسبما تمليه مصالحها الخاصة.

وفي عام 1959، خفضت الأخوات السبع أسعار النفط المنتج من فنزويلا ودول الشرق الأوسط بشكل كبير ما أغضب هذه الدول ودفعها للتفكير في الوحدة للدفاع عن مصالحها لتبدأ أول شرارة لميلاد أوبك، وهددت الأخوات السبع مؤسسي أوبك بأنهم سيخسرون وصولهم إلى السوق العالمي إذا استمروا في خطط إنشاء المنظمة.

وكانت مهمة أوبك التي أعلنتها عند إنشائها «ضمان استقرار أسواق النفط، وتأمين إمداد فعال ومنتظم للمستهلكين، ودخل ثابت للمنتجين، ومردود عادل للمستثمرين». الأمر الذي مثل إعلان حرب على الأخوات السبع، وخلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي دارت رحى تلك الحرب بين أوبك والأخوات السبع.

ورفضت الأخوات السبع انضمام شركات جديدة لها، ما دفع الشركات الأجنبية الغاضبة من هيمنة الأخوات السبع إلى دعم جهود أوبك، هذا بالإضافة لعمليات التأميم وظهور الشركات القومية في الدول المنتجة لينتهي الأمر بتواري الأخوات السبع واعتلاء أوبك صدارة المشهد في قطاع النفط.

وبحلول نهاية عام 2021 بلغت احتياطيات أوبك 80.4 في المئة من احتياطيات البترول المؤكدة في العالم، في حين بلغت حصتها من إمدادات النفط الخام نحو 29 في المئة.