ارتفعت أسعار النفط بعدما أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن تخفيضات إنتاج «أوبك+» ستؤدي إلى عجز كبير في إمدادات النفط الخام في الربع الرابع من هذا العام.

وكان برنت، المعيار المعتمد لثلثي إجمالي إنتاج النفط في العالم، عند 94 دولاراً للبرميل في تمام الساعة 0915 بتوقيت جرينتش، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 90.5 دولار للبرميل.

يتوقع الخبراء ارتفاع أسعار النفط في الربع الرابع من عام 2023، نتيجة انخفاض مخزونات النفط العالمية إلى ما يقرب من نصف مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2023، ما سيتسبب في ارتفاع أسعار النفط إلى ​​93 دولاراً للبرميل في المتوسط في الربع الرابع، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

تعزى الزيادة أيضاً إلى نقص الإمدادات، حيث قام أعضاء «أوبك+»، وتحديداً السعودية وروسيا، بتمديد خفض الإمدادات الاختياري بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام.

ويعد إغلاق ليبيا لأربعة موانئ نفطية وإعلان الشركة النفط الوطنية حالة القوة القاهرة في العاشر من سبتمبر أيلول عاملاً آخر يؤثر على الأسعار.

وفي حديث لـ«CNN الاقتصادية»، قال يوسف الشمري، الرئيس التنفيذي لشركة «CMarkits»، إنه «بشكل عام، هناك توتر في السوق وسيؤثر ذلك على الأسعار وسيتسبب في ارتفاعها لتصل إلى 100 دولار».

أسعار البترول.. ومعدلات الفائدة والتضخم

من المتوقع أن يترك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم، على الرغم من اختلاف وجهات النظر حول ما إذا كان سيقوم برفع أسعار الفائدة في نوفمبر تشرين الثاني، وفقاً لرويترز.

كما أعلن البنك المركزي الأوروبي الخميس عن رفع معدل الفائدة 25 نقطة أساس.

وقال الشمري «فيما يتعلق بالاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، لا يزال التضخم مستمراً، لا يزال التضخم أكثر من ثلاثة في المئة في الولايات المتحدة، ونحو خمسة في المئة في أوروبا»

وأضاف انه من المتوقع أن «يحافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة في سبتمبر، وليس متوقعاً حدوث زيادة»

ورغم ذلك، ليست هناك توقعات بوقوع ركود على وجه التحديد، بحسب الشمري، الذي قال إنه «إذا كانت هناك إشارات للركود، فلن تشهد الأسواق هذا الارتفاع في أسعار النفط».

أسعار النفط تعرقل الهبوط الناعم

البنزين والديزل الأكثر تكلفة بالفعل يضغطان على ميزانيات المستهلكين والشركات، وفي الوقت نفسه يجعلان معدل التضخم العام يبدو أعلى مما كان عليه بدونهما.

ويقول الخبراء إن المستثمرين بدؤوا في استبعاد فكرة أن الهبوط الناعم ليس مضموناً، وهذا ما يسبب التقلبات في السوق.

وعلى سبيل المثال، أبرزت شركات الطيران الأميركية هذا الشهر مخاوف التضخم في تحذيرات من يونايتد وألاسكا وساوث ويست بشأن الضغوط الناتجة عن ارتفاع أسعار الوقود.

وسجلت أسعار وقود الطائرات ارتفاعاً بنسبة 50 في المئة تقريباً منذ أدنى مستوى لها في مايو أيار، لتواجه شركات الطيران ضغطاً على هوامش الربح.

تأثير عالمي

عندما ترتفع أسعار الطاقة، لا يكون تأثيرها على أسعار المستهلكين على المدى الطويل واضحاً على الفور، ولكن في المدى القصير، قد يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة تكاليف النقل والشحن، ما يؤثر على الأسعار في السوق، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع تكاليف التشغيل للشركات، وبالتالي قد يترتب على ذلك زيادة في أسعار المنتجات والخدمات.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي عن طريق زيادة تكاليف الإنتاج للشركات، وبالتالي قد يتراجع الطلب على المنتجات والخدمات، ما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي والحد من الاستثمار وفرص العمل الجديدة.

وبالطبع، يؤثر ارتفاع أسعار النفط أيضاً على المستهلكين الذين يعتمدون بشكل كبير على السيارات ووسائل النقل، قد يزيد ارتفاع أسعار الوقود من تكاليف التنقل والسفر، وبالتالي قد يؤثر على قدرة الأفراد على شراء السلع والخدمات الأخرى.

وبشكل عام، يمكن القول إن ارتفاع أسعار النفط يعد تحدياً اقتصادياً يؤثر على العديد من القطاعات واللاعبين في الاقتصاد العالمي، كما يعد الشح في الاستثمارات في هذا القطاع عاملاً أساسياً، يقول الشمري «العالم يحتاج لزيادة الاستثمارات في القطاع النفطي في السنوات الـ10 المقبلة».