سجل العالم ارتفاعاً في معدل استهلاك الفرد للطاقة الشمسية في عدة بلدان، وكانت الإمارات العربية المتحدة من أبرزها، حيث بلغ استهلاك الفرد فيها للطاقة الشمسية 1921 كيلواط ساعة في 2022.

في عام 2012، لم تكن الإمارات تمتلك سوى 12 ميغاواط فقط من قدرات الطاقة الشمسية، لكن ارتفع هذا الرقم ليبلغ نحو 3040 ميغاواط، وهي زيادة بنسبة 25 ألفاً بالمئة، وفقاً لمعهد الطاقة.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، سجل استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء أكبر ارتفاع بين جميع التقنيات المتجددة في عام 2022، وتجاوز طاقة الرياح للمرة الأولى في التاريخ.

أهمية الطاقة الشمسية في الانتقال للطاقة النظيفة

يرى الخبراء أن الأرقام الجيدة لا تأخذ في الحسبان نسبة استخدام الطاقة الشمسية إلى إجمالي إنتاج الكهرباء، التي بلغت ما يقاربُ الخمسة في المئة فقط، وفقاً لوكالة الطاقة.

وفي حديث لـ«CNN الاقتصادية»، قال الشريك المؤسس لشركة «هايديل»، امتياز محطب، إنه «على الرغم من أن الطاقة الشمسية عنصر مهم، فإنها ليست العنصر الرئيسي للدول لتحقيق الانتقال».

وقال محطب إنه في العام الماضي كانت الطاقة الشمسية والرياح مسؤولتين عن 20 في المئة فقط من الكهرباء الإجمالية المولدة، مضيفاً أن تنويع المصادر هو «الأمر الأهم لتحقيق الانتقال، ومن المهم جداً التعامل مع الحد من التغير المناخي والتكيف في وقت واحد، وبالأخص في البلدان النامية التي ليس لديها رأس المال الكافي للتكيف».

أهمية الطاقة الشمسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

تظل الطاقة الشمسية على أي حال مكوناً رئيسياً من مكونات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي خطة وضعتها الأمم المتحدة لمواجهة تحديات المناخ مثل تدهور البيئة وشح المياه وغيرها، ومن أهمها تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.

وبالفعل، يعد استخدام الطاقة الشمسية أحد الحلول الأكثر فعالية لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل، ولهذا السبب يشهد اهتماماً متزايداً على الصعيدين المحلي والعالمي. إذ تقدم هذه الطاقة فوائد كبيرة ليس فقط للبيئة ولكن أيضا للاقتصاد.

ومن خلال الاعتماد على مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية، يمكن للدول تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، مما يقلل بالتالي من الانبعاثات الكربونية ويحسن من جودة الهواء. إلى جانب ذلك، تتيح الطاقة الشمسية إمكانية توليد الطاقة في المناطق النائية التي لا تصلها شبكات الكهرباء التقليدية، ما يعزز من النمو المحلي ويقلل من فجوة التنمية.

الاستثمار في الطاقة الشمسية.. ما علاقة الصين؟

يمكن أن يؤدي النمو السريع للطلب على المعادن للانتقال إلى الطاقة النظيفة إلى شح في العديد من المعادن في العقدِ المقبل ما لم تتم زيادةُ الاستثمار، وبحسب الخبراء، فإن على الدول الالتفات إلى الاستثمار في الألواح الشمسية والمعادن اللازمة للانتقال بالبنية التحتية من النفط والغاز إلى الطاقة المتجددة.

وقال كريم الجندي، رئيس التخطيط المستدام في شركة «بورو هابولد» في لندن، «الاستثمارات العالمية بعيدة عن مستويات الاستثمار المطلوبة لتحقيق أهداف بصمة الكربون التي يعمل العالم على تحقيقها».

وأضاف الباحث في معهد الشرق الأوسط «الاستثمارات في الطاقة الشمسية تواجه تحدياً محدداً بسبب استحواذ الصين على المواد اللازمة للانتقال الطاقوي وتعدينها ومعالجتها، وهذا يخلق عتبة منافسة عالية جداً».

وقد تكون الصين ترغب في استثمار المزيد في لوحات الطاقة الشمسية من أجل زيادة التصدير حيث تنتج لوحات شمسية أكثر من الاستهلاك والطلب.

وأسهمت الصين بنحو نصف الاستثمار العالمي القياسي البالغ 358 مليار دولار في الطاقة المتجددة في النصف الأول من 2023، وذلك بفضل وحداتها الأرخص، وسوق قوية لوحدات الطاقة الكهروضوئية المركبة على الأسطح.