خلصت الاجتماعات الوزارية التمهيدية لمؤتمر ( كوب 28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية نوفمبر تشرين الثاني، إلى ضرورة زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030 كخطوات حاسمة للحفاظ على هدف إبقاء الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
وجاء ذلك بمناسبة إطلاق رئاسة (كوب 28) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، والتحالف العالمي للطاقة المتجددة (GRA)، يوم الاثنين، تقريراً مشتركاً بعنوان: «زيادة القدرة الإنتاجية ل مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030: خطوات حاسمة للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية»، وذلك على هامش الاجتماعات التمهيدية الوزارية لـ(كوب 28) ، التي تعقد في أبوظبي، قبل شهر على انطلاق فعاليات المؤتمر.
أهداف التقرير
ويهدف التقرير إلى وضع أساس للمفاوضات التي تقام خلال (كوب 28)، والإسهام في توجيه الأطراف نحو عوامل التمكين الرئيسية اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة في قطاع الطاقة، كما يقدم توصيات لسياسات قابلة للتنفيذ في القطاعين الحكومي والخاص لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة إلى 11000 غيغاواط بالتزامن مع مضاعفة معدل كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، أنه على الرغم من الانقسام العالمي الحالي الذي تتعدد أسبابه، فإن هناك حاجة ملحة إلى تضافر وتوحيد الجهود حول موضوع العمل المناخي، وإظهار قدرة المجتمع الدولي على الإنجاز وتوجيه رسالة واضحة تدعم الأمل والتكاتف والاستقرار والرفاه، وتؤكد للمجتمع الدولي ضرورة المحافظة على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وأشار الجابر إلى أن هذه الزيادة كانت قبل اتفاق باريس تتجه نحو مستوى يفوق 4 درجات مئوية، بينما تقدر حالياً بما يتراوح بين درجتين وثلاث درجات مئوية استناداً إلى السياسات المعلنة ووفقاً للتقرير الصادر مؤخراً عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وأضاف أن العالم يسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بسرعة غير كافية.
من جانبه، قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، «مهمتنا واضحة وعاجلة، نحتاج إلى تضافر الجهود من أجل زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، بما في ذلك تسريع معالجة التحديات الناتجة عن الاعتماد على الوقود التقليدي عبر البنية التحتية والسياسات واللوائح والقدرات المؤسسية».
وقال بروس دوغلاس، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للطاقة المتجددة «إن زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة هو أكثر التزام فعَّال يمكن أن يقوم به صُناع السياسات لمواجهة تداعيات تغير المناخ، هذه الإجراءات ستسهم في توفير نُظم كهربائية نظيفة، وتتيح الفرصة أمام العالم للحصول على الطاقة بتكلفة مناسبة، وتوفير الوظائف الخضراء لملايين البشر».
يركز التعاون بين رئاسة (كوب 28)، و(آيرينا)، والتحالف العالمي للطاقة المتجددة على تحقيق أهداف الاستدامة المتمثلة في تعزيز البنية التحتية والأنظمة التشغيلية، وتسيير السياسات واللوائح لتحسين معدل وكفاءة الطاقة، بالإضافة لبناء سلاسل التوريد المرنة ودعم التعليم والتدريب وبناء القدرات، أيضاً تشمل الأهداف توسيع نطاق التمويل الحكومي والخاص، وتعزيز التعاون الدولي.
كما وجهت كل من رئاسة (كوب 28) والمفوضية الأوروبية دعوة إلى كل الدول لدعم التعهد العالمي بشأن زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة استعداداً لانطلاق المؤتمر، مع الإشادة بالدول التي التزمت بالفعل بدعم تلك الأهداف العالمية.
رؤية الإمارات
وأشار سلطان الجابر إلى أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، فإن رئاسة (كوب 28) تركّز على الوصول إلى نتائج ملموسة عبر تعزيز الشراكات الهادفة لبناء مستقبل مستدام ومرن مناخياً للأجيال الحالية والقادمة.
تستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف (كوب 28)، في مدينة إكسبو دبي، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 70,000 شخص، بمن فيهم رؤساء دول ومسؤولون حكوميون وعدد من قادة القطاعات الصناعية الدولية وممثلو القطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي والخبراء والشباب، والمجتمع المدني، والسكان الأصليون، والجهات الفاعلة غير الحكومية.
ستقود دولة الإمارات عملية تهدف إلى التوصل لتوافق بين كل الأطراف واتفاق على خريطة طريق واضحة لتسريع التقدم المنشود عبر جميع موضوعات العمل المناخي، انطلاقاً من خطة عمل رئاسة (COP 28) التي تستند إلى أربع ركائز، هي: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.