جهود كثيرة تتبناها دول الشرق الأوسط في مجال التحول الأخضر لمحاربة تغير المناخ، خاصة بعد الاتفاق التاريخي الذي أحرزه مؤتمر كوب 28، والذي سُمي اتفاق الإمارات، فمع تعدد الأزمات في المنطقة، هل تتمسك الدول بجعل هذه الجهود أولوية؟ وهل من جهود كافية في المنطقة؟
قال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في مدينة دافوس السويسرية «اتفاق الإمارات الذي توصلنا إليه في دبي هو تحول جذري وكبير، إنها وثيقة مهمة للغاية؛ لأنها تدعو للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، لكن بطريقة تستند إلى العلم وتتسق مع هدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 بوتيرة متسارعة».
وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، قال فرانسيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إن هناك زيادة بنسبة 50% في السعة المثبتة في 2023، مقارنة بعام 2022، لكنها لا تزال بعيدة عن تحقيق ما ينبغي تحقيقه.
أما وزير الذكاء الاصطناعي عمر العلماء فقال في لقاء مع «CNN الاقتصادية» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي «إن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً كبيراً في تغيّر المناخ والتغيرات المستمرة»، وأضاف العلماء أنه رغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد الانبعاثات الكربونية، فإن الاستخدام الصحيح له يمكن أن يؤدي لتخفيف تلك الانبعاثات.
الإمارات والاستدامة
وفيما صنفت شركة مكنزي دول الخليج في الريادة، فيما يتعلق بالعمل المناخي، برزت تحديداً جهود الدولة المستضيفة لقمة (كوب 28)، إذ أكّد وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» أن تركيز الإمارات اليوم ينصبُّ على قطاعَي الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وقال المري إن الإمارات تستقطب شركات كبيرة تعمل في الطاقة المتجددة، وتبرز مشاريع مثل تلك التي تقودها شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، والتي تعزز من نمو قطاع الطاقة المتجددة على مستوى الدولة، عبر إبرام العديد من الشراكات وعمليات الاستحواذ، وإطلاق شركة أدنوك للغاز، إلى جانب تدشين أول محطة للتزود بالهيدروجين في أبوظبي، ولعبت وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، دوراً مهماً في قطاع الطاقة، عبر العديد من المبادرات، مثل زيادة عدد محطات شحن السيارات الكهربائية، وإطلاق أول منصة وطنية جيومكانية لطاقة المستقبل في الإمارات.
السعودية ورؤية 2030
وقال أسامة فقيها وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، إن المملكة «تعمل على خمسة مراكز بيئية متخصصة و64 مبادرة بيئية لإصدار أكبر صندوق بيئة في المنطقة»، في إطار مشروع مدته 15 عاماً يهدف إلى تحقيق الإمكانات الاقتصادية الحقيقية للمملكة، وفق ما ذكرت مجلة «إنترناشونال بانكر» العالمية، ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن عملية التنويع مدعومة بشكل كبير بالتحسينات في البيئات التنظيمية والتجارية، وهي نتيجة لمجموعة جديدة من القوانين لتعزيز ريادة الأعمال وحماية حقوق المستثمرين وخفض تكاليف ممارسة الأعمال التجارية، وبحسب الصندوق، نمت صفقات وتراخيص الاستثمار الجديدة بنسبة 95% و267% في عام 2022 على التوالي.
البحرين تحقق مشاريع خضراء كثيرة
وضعت البحرين هدف الوصول إلى الحياد الكربوني لعام 2060، وتعمل على الوصول إلى أهداف أخرى بحلول عام 2035 كخفض الكربون بنسبة 35%، وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، أكدت وزيرة التنمية المستدامة البحرينية نور بنت علي الخليف أن هناك زيادة في مشاريع التشجير، وأن الدولة تشجع القطاع الخاص والمجتمع المدني على أن يكونا جزءاً من التغيير، ومن أهم الشراكات بحسب بنت خليف شراكة بقيمة 750 مليون دولار أميركي بين إنفستكورب وممتلكات للاستثمار في التكنولوجيا المتخصصة بالتعامل مع التغيرات المناخية.